كثرت في المدّة الأخيرة الدّعوات إلى هدنة وسلم اجتماعيّين (خاصّة من قبل الحكومة والمنظمات الوطنيّة (الأعراف أساسا))بدعوى “انعكاس” الإضرابات والتحرّكات الاحتجاجيّة سلبيّا على اقتصادنا المتأزّم أصلا.
في اتّصال ل “صوت الشّعب” بالنّائب عن الجبهة الشعبيّة عبدالمومن بالعانس لمعرفة موقفه كنائب من هذه الدّعوات أجاب: “لقد فات هؤلاء أنّ لهذه الاحتجاجات أسبابها الموضوعيّة المتمثّلة في ارتفاع الأسعار وتدهور المقدرة الشّرائيّة وانتشار الفقر والبؤس والبطالة والتّهميش، والشعور بالضّيم والغبن. وإنّ كلّ حديث عن إيقاف هذه الاحتجاجات دون معالجة أسبابها يبقى مجرّد وهم ومحاولة يائسة لإجبار أبناء الشّعب على التّسليم بأن تنعم أقلّية صغيرة بخيرات بلادنا وثرواتها فيما تعاني الأغلبية السّاحقة البؤس والإملاق والقبول بذلك كقضاء وقدر لا فكاك منه.
وأضاف النّائب بالعانس “الدّعوة إلى “السّلم الاجتماعي” و”الحوار” و”الوفاق” هو في واقع الأمر دعوة إلى السّكوت على الظّلم والحيف الاجتماعي والتّمييز بين الفئات والجهات، وحسب رأيي لا سلم اجتماعي دون عدالة اجتماعيّة. والخروج من الأزمة الخانقة التي تمرّ بها بلادنا اليوم يتطلّب تضحيات كبيرة، ولكن من أصحاب الامتيازات والثروات الذين هم قادرون على تحمّل هذه التّضحيات، لا من أبناء وبنات الشّعب الذين ضحّوا بكلّ شيء ولم يبق لهم ما يضحّون به”.