على خلفيّة الحملة التي استهدفت المفكّر والباحث في الأنثروبولوجيا يوسف الصدّيق وبرنامجه الإذاعي “عيال اللّه”، والتي انخرط فيها “المجلس الإسلامي الأعلى” بتشبيه الصديق بالإيراني “سلمان رشدي” ممّا يحيل على نزعة تكفيريّة وتحريضيّة ضدّه وضدّ أفكاره التنويريّة، أصدر حزب العمّال البيان التّالي:
يتعرّض منذ مدّة المفكّر التونسي يوسف الصدّيق إلى هجمة شارك فيها وقادها “المجلس الإسلامي الأعلى” متجاوزا في ذلك دوره ومهامه المضبوطة قانونيا، وقد تجلى التدخل السافر لهذا المجلس من خلال الرّسالة التي بعثها رئيسه إلى مدير الإذاعة الوطنية للضغط قصد إيقاف برنامج يشارك الأستاذ الصديق في تنشيطه، كما ضمت ذات الرسالة تشبيها له بالإيراني سلمان رشدي الذي كفّره الخميني وأهدر دمه. هذا وقد احتوت هذه الرسالة ألفاظ وتعابير تنهل من سجلّ التكفير مع ما يستتبعه ذلك من خطورة على حياة يوسف الصديق و أمنه الشخصي.
إن حزب العمّـــــال:
- يؤكّد مطلق تضامنه مع المفكر يوسف الصديق، ويحمّل المجلس الإسلامي الأعلى ومن يقف ورائه مسؤولية أي مكروه قد يطاله.
- يحمّل الحكومة كامل المسؤولية في انفلات هذا المجلس الذي شكّلت الترويكا الرجعية هيئته العليا من أنصارها وأتباعها، وإن عزل رئيسه عبدالله الوصيف بتعلّة عدم إعلامه لرئاسة الحكومة بفحوى الرسالة المبعوثة إلى إدارة الإذاعة الوطنية دون النظر في المضمون الخطير لهذه الرسالة، يعدّ تواطئا مع هذا السلوك التكفيري المتعارض مع أحكام الدستور، والمنخرط في موجة المسّ من وحدة الشعب التي تقودها جهات ظلامية متقاطعة مع أحد أحزاب الحكم.
- يدعو الحكومة لتحمّل مسؤوليتها كاملة في تتبّع هذا السلوك الخطير واتّخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية للتصدّي للتكفير ولتوظيف الدين والمتاجرة به، فضلا عن إعادة النظر في تركيبة المجلس ومزيد ضبط مهامه وحدود تدخّله.
- يطالب بالإعادة الفورية لبرنامج الأستاذ الصديق في الإذاعة الوطنية وعدم مضايقة حرية التفكير بأي تعلّة كانت.
- يدعو الشعب التونسي وقواه الديمقراطية إلى مزيد اليقظة تُجاه ما يُحاك ضدّه من أجل جرّه لمربعات العنف والاقتتال، لأجل تمرير أهداف ظلامية محلية وإقليمية تستهدف الشعب التونسي وثورته وتطلّعاته.
حزب العمّال
تونس في: 04 جويلية 2015