في استكمال لتسوية الملف النووي الإيراني، يجري مجلس الأمن الدولي الاثنين 20 جويلية 2015 تصويتا على قرار من شأنه أن يؤكد توصل المجتمع الدولي إلى اتفاق نهائي مع طهران حول هذا الموضوع.
ويعتبر هذا التصويت أحد المراحل المفصلية في تاريخ برنامج إيران النووي المستمر حاليا لسنوات عدة، وفي واقع الأمر عبر غالبية أعضاء المجلس عن دعمهم للاتفاق الحالي، لكن موقف بعض الدول المعنية لا ينطبق مع موقف الغالبية، الأمر الذي لن يكون “نزهة سهلة” لأنصار الاتفاق.
بيد أن تشوركين واثق بأنه لن يكون هناك مشاكل حقيقية خلال التصويت، حيث قال قبل أيام إنه “بعد هذا التحضير أعتقد أن مجلس الأمن سيتبنى القرار بالإجماع”.
الكونغرس الأمريكي بين “نعم” و”لا”
ينتظر أن يكون الكونغرس الأمريكي الذي أبدى أعضاؤه مرارا معارضتهم للصفقة النووية مع طهران “حجر العثرة” الرئيسي أمام تطبيق الاتفاق على الصعيد العملي، ومع أنه ليس في وسعهم تعطيل قرار مجلس الأمن، إلا أنهم يستطيعون عرقلة هذه العملية.
وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية الأحد بتسليم نص الاتفاقية والوثائق المتعلقة به إلى المشرعين، وذلك بناء على “قانون تقييم الاتفاقية النووي مع إيران” الصادر عام 2015.
وحاء في بيان للوزارة إلى أن من بين الوثائق المذكورة تقرير غير سري عن مراقبة تنفيذ الاتفاقية، وكذلك ملحقات سرية تم إعدادها من قبل الاستخبارات الأمريكية.
فيما أعطى الكثير من أعضاء مجلس الشيوخ إشارات بأن على الرئيس باراك أوباما ألا يسمح بالتصويت في مجلس الأمن قبل مصادقة الكونغرس على نص الوثيقة، وهو موقف لم يبده معارضو الرئيس الحالي من المعسكر الجمهوري فحسب، بل وكذلك شيوخ ديمقراطيون، ومن بينهم أحد رموز الكتلة الديمقراطية في الكونغرس بن كاردين الذي وقع على رسالة إلى أوباما طالبته بإرجاء التصويت في مجلس الأمن الدولي، أما الجمهوري روبرت كوركر فوصف التصويت القادم بـ”إهانة الشعب الأمريكي”.
من جانبها، أعربت دايان فاينستاين، السيناتورة عن الحزب الديمقراطي، عن اعتقادها بأن بحظى الاتفاق مع إيران بتأييد الديمقراطيين. وفي مقابلة مع شبكة “سي بي إس” التلفزيونية اعتبرت فاينستاين أنه “لا يمكن تجاهل وحدة كلمة روسيا والصين وفرنسا وألمانيا إزاء هذه القضية، ومن المرجج أن تبدي هذه الدول يوم الاثنين دعمها لهذه الصفقة”. وأضافت أن ثمة احتمالا أن ترفع هذه الدول عقوباتها عن إيران بغض النظر عن تصرفات الولايات المتحدة.
مع ذلك، فقد أشارت السيناتورة إلى تمسك واشنطن بحرصها على أمن إسرائيل قائلة “إنه إذا هوجمت إسرائيل سيكون ذلك حربا كبيرة بالنسبة لنا”.