صوت الشعب صوت الحقيقة
هي قصة صمود كتبها عمال مصنع ماتس بسوسة اثر تعمد الإدارة طرد 426 عاملا و بغطاء من تفقدية الشغل بسوسة و حتى دون الاتفاق مع الطرف النقابي الذي كان سيبارك الطرد لولا أن حصيلة المطرودين لا يمكن لبيروقراطية اتحاد الشغل بسوسة أن تمررها و تبررها للرأي العام النقابي بالجهة. و في سياق تحطيم قوى الإنتاج لمزيد مراكمة الربح, أضمرت إدارة ماتس تسريح العمال المرسمين بمعملها بسوسة و ذلك بضوء أخضر من السلطة ممثلة في والي الجهة و تفقدية الشغل بسوسة تحت باب البطالة التقنية و انتقت من العمال المرسمين منهم لطردهم بدافع التخلص من أعبائهم المادية و الاجتماعية ضمانا لمزيد من الربح و لغاية اضعاف حزام النقابة المتكون أساسا من المرسمين فاتخذت الإدارة بذالك قرارها بطرد 426 عاملا.
كان الرد سريعا حيث التأم اجتماع بدار الاتحاد بسوسة يوم السبت 1 أوت 2015 و غصت قاعة الإجتماع بما يزيد عن 700 عامل من المعمل في مشهد صادق عن لحمة العمال بعضهم ببعض و أقر الإجتماع الإضراب أيام 13 و 14 أوت 2015 ردا على صلف الإدارة و تعنتها. لم ينتظر العمال الإجراءات البيروقراطية المكبلة للنضال و باغتوا الإدارة يوم الإثنين 3 أوت 2015 باعتصام مفتوح منذ السادسة صباحا بالمعمل رغم التواجد الأمني أمام المعمل, الأمن الذي لم يكن حريصا على العمال بل كان ينوي تطبيق مرسوم حالة الطوارئ سيء الذكر لولا ردعه الزخم الكبير الذي أخذه الاعتصام. و بعد ساعات رضخت الإدارة و تراجعت عن قرار الطرد التعسفي.
إن هذه ملحمة يسطرها عمال ماتس ضد وحشية رأس المال و ما هي إلا جولة ستتلوها جولات أخرى خاصة و أن الإدارة ستمرر قرار الطرد تحت غطاء التسريح لدواعي تقنية بعد استكمال صفقتها مع البيروقراطية النقابية. فحذار من هذا الفخ
زياد بن عبد الجليل
