هل يستطيع الوطن أن ينهض من جديد؟؟؟
قل ما تشاء
قل ما قاله أمل دنقل
///////////
يا قاربَ الفَلِّينِ
للعربِ الغرقى الذّين شَتَّتتْهُمْ سُفنُ القراصِنه
وأدركتهم لعنةُ الفراعِنه.
وسنةً.. بعدَ سنه..
صارت لهم “حِطّينْ”..
تميمةَ الطِّفِل، وأكسيرَ الغدِ العِنّينْ
(جبل التوباد حياك الحيا)
(وسقى الله ثرانا الأجنبيّ!)
مرَّتْ خيولُ التُركْ
مَرت خُيولُ الشِّركْ
مرت خُيول الملكِ – النَّسر
مرتْ خيول التترِ الباقينْ
ونحن – جيلاً بعد جيل – في ميادينِ المراهنه
نموتُ تحتَ الأحصِنه!
وأنتَ في المِذياعِ, في جرائدِ التَّهوينْ
تستوقفُ الفارين
تخطبُ فيهم صائِحاً: “حِطّينْ”..
وترتدي العِقالَ تارة،
وترتدي مَلابس الفدائييّنْ
وتشربُ الشَّايَ مع الجنود
في المُعسكراتِ الخشِنه
وترفعُ الرّايةَ،
حتّى تستردَّ المدنَ المرتهنَة
وتطلقُ النارَ على جوادِكَ المِسكينْ
حتّى سقطتَ – أيّها الزَّعيم
واغتالتْك أيدي الكَهَنه!
//////////
(وطني لو شُغِلتُ بالخلدِ عَنه..)
(نازعتني – لمجلسِ الأمنِ – نَفسي!)
///////////
هل كان دنقل يعرف ما الذي سيحدث كاملا أو جزءا منه على الأقلّ،،، للعرب،،،؟؟؟ ما حدث ويحدث فظيع مؤلم لا يقدر عليه إلآ من مات فيه الحسّ،،، من مات فيه الحسّ يتركك واقفا في العراء وأنت تنتظر أن تسقيه،،،
العرب كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ ++++و الماء فوق ظهورها محمول
///////////
دنقل شاعر راء،،، شاعر نبوءة شعريّة معرفيّة،،،
كتب دنقل قصيدة “البكاء بين يدى زرقاء اليمامة” بعد هزيمة 1967 وكان عنوان القصيدة هو عنوان الدّيوان بأكمله،،، و”زرقاء اليمامة” تتنبّأ به،،، وفي حرب من الحروب قالت لقومها إنّ الأشجار تتحرّك وكان ذلك لأنّ الأعداء اقتلعوا الأشجار واندسّوا فيها في خدعة من خدع الحرب،،،
الأشجار كثيفة تُخفي وراءها ما تُخفي،،، واللّغة كذلك كثيفة خاصّة إذا رافقها Pathos للتّأثير في السّامع،،،
ماذا ستقول لنفسك الآن؟؟؟
هل هو وقوع الزّمن على الزّمن،،، والعرب تقول وقع الحافر على الحافر،، وهي تقصد شيئا آخر،،،غير ما نحن فيه من حديث عن تشابه الأزمنة،،،
ولماذا يصدّق النّاس ما يقال لهم وقد جرّبوه من قبل،،، لماذا يصدّقون الكاذب؟؟؟
///////////
قل ما شئت من إيجابيّات في شخص ما،،، ستموت في مكانها الذي قلتها فيه، وقل كلمة سوء واحدة ستتناقلها الألسن كالنّار في الهشيم،،، يشكرون النزّيه الحالم ويعترفون له بفضائله ولكنّهم في اللّحظة الحاسمة يختارون من يقتلهم ويعذّبهم،،، هل نصدّق قول أبي هريرة-المسعدي فيهم عندما قال “””ارحمهم ولا تؤمن بهم”””
عُذّب النّاس من أجل النّاس،،، أُغتيل النّاس من أجل النّاس،،، ولكنّ النّاس سرعان ما ينسون،،،
////////////
الوطن (وطني لو شُغِلتُ بالخلدِ عَنه..) قالها ناس ولم يغادوا زمن المحنة إلى جهة ما في هذا الكون،،، لم يبيعوا ولم يشتروا،،، أخذتهم الحماسة حدّ نسيان أنفسهم ،،،ونسيان ما توجبه العائلة،،، هل يعني ذلك أنّهم يطمعون في السّلطة حدّ الجنون؟؟؟
أظنّ أنّ الأمر يتعلّق بشيء آخر وهو عسر خيانة الذّات والوطن،،، هل يستطيع من تربّى على والوقوف في وجه العاصفة أن يدير ظهره للرّيح التي تعصف بخيمة الوطن؟؟؟
للخيمة أوتاد تشدّها إلى الأرض،،، ولهذه الخيمة أوتاد،،، تصونها من الاقتلاع،،، كل حبل مشدود بحسب الطّاقة والجهد للممسكين ،،،
//////////////
ماذا ستقول لنفسك وأنت متّهم من قبل المحيطين بك من جميع الجهات؟؟؟ هل ستقول نموت نموت ويحيا الوطن؟؟؟
أم ستقول نعيش نعيش ويحيا الوطن؟؟؟؟
لأنّك ستكون رائيا كأمل دُنقل،،،
* عمر حفيّظ
ناشط حقوقي وناقد أدبي