من الملفت للنّظر أنّه في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تجاذبا حادّا في الأسابيع الأخيرة، بخصوص فيما يتعلّق بمحاولة تمرير “قانون المصالحة الاقتصاديّة والمالية”، والجدل القائم حول تعديله أو إلغائه، إضافة إلى الأوضاع الأمنية غير المستقرّة والتهديدات الإرهابية المتواصلة، والمناخ الاجتماعي المضطرب نتيجة المطالب النقابية لقطاعات التربية والفلاّحين والمعطّلين، وهي كلها ملفّات تستدعي متابعتها من قبل الأحزاب الوطنية والشخصيات السياسية، بكل دقّة ومسؤوليّة، سواء بتقديم المبادرات والمقترحات، أو بمتابعة تنفيذها، في هذا الوقت بالذات، نجد الرئيس السابق محمّد المنصف المرزوقي يقوم برحلات خارج البلاد، يصطحبه ككلّ مرّة أمين عام حزب المؤتمر عماد الدّايمي.
طيلة يومين يؤدّي السيد منصف المرزوقي زيارة إلى تركيا حيث أجرى عديد اللّقاءات مع شخصيّات سياسيّة وإعلاميّة، أهمها الحضور في لقاء إعادة بثّ “قناة الشرق” المصريّة، التي تبث من مدينة إسطنبول التركية، والمحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، والتي تحوم حولها علامات استفهام كبرى حول مصادر تمويلها.
كما أجرى الرّئيس المؤقّت السابق حوارا تلفزيا مع قناة “بلقيس” اليمنيّة، والتي هي على ملك الناشطة اليمينّة “توكل كرمان”.
ولسائل أن يسأل: هل أن هذه الزيارات قد تأتي بالفائدة لتونس، استثمارا أو ترويجا لمنتوج ما، أو أنها تتنزّل في سياق المحافظة على صورته لدى الرّأي العام الخليجي، ولدى محور قطر/ تركيا أساسا، كسياسي “مازل لديه ما يقول”..أمّا الثابت، فإنّ السيّد منصف المرزوقي لديه حظوة لدى وسائل الإعلام المحسوبة على تيارات الإسلام السياسي، وخاصة النموذج الإخواني الذي يمرّ منذ سنتين بأزمة حادّة نتيجة فشله الذّريع في إدارة الحكم وبشكل أدق نتيجة التفافه المفضوح عن أهداف حركات التغيير العربي.
شريف خرايفي
(الصور من الصفحة الرسمية للناشطة توكل كرمان)