في اليوم الثاني من الإضراب، تشهد أغلب المندوبيات الجهوية للتعليم اعتصاما مفتوحا لهياكل التعليم الأساسي والابتدائي، تزامنا مع اعتصام النقابة العام للتعليم الأساسي بمقر وزارة التربية. وبالعودة إلى اصل هذا التصعيد بين الوزارة والنقابة، نذكّر أن هذه الأخيرة قد أعلنت مقاطعة إصلاح الامتحانات، قابلته الوزارة بخطوة تصعيديّة وهو إقرار الارتقاء الآلي لجميع التلاميذ، وهو إجراء اعتبره المعلّمون خطوة مستفزّة ناهيك عن خطورتها على مستقبل التعليم، وقد استنكر الأهالي والأولياء في عدّة مناطق أن يتمّ التلاعب بأبناءهم ويكونوا ضحيّة تعنّت وزارة الإشراف لمنح المعلّمين مطالبهم النقابية والبيداغوجية. ونتيجة هذا التصعيد هدّد المعلّمون بإضراب بيومين (17 و18 سبتمبر) في حالة عدم تنفيذ بنود الاتفاق الممضى بين الطرفين. غير أن ساعة التفاوض “العسيرة” في جلسة التفاوض ليوم 15 سبتمبر لم تفض إلى جديد، وكان الإضراب في أول يوم للعودة. ويبدو حسب كلّ المؤشّرات أن الأوضاع تزداد احتقانا بسبب التصريحات الاستفزازية للطرف الوزاري والمرور إلى اقتطاع أجرة أيام الإضراب لمديري المدارس الذين “أغلقوا” المدارس تنفيذا لقرار الإضراب، وربّما تشهد الوضعيّة منحى آخر، خاصّة أمام تشبّث الطرف النقابي بحزمة من المطالب وهروب الوزير ناجي جلّول إلى الأمام، كالعادة، بل اكتفى، في ظلّ هذا الاحتقان بالتعليق: “وفّرنا المكيّفات والطعام للمعتصمين”