وافانا السيد رضا البركاتي المثقّف والناقد الأدبي والناشط الحقوقي بالنصّ التالي، ردّا على مقال نشره السيّد “سليم بقّة” في جريدته L’AUDACE، تعرّض فيه للمناضل حمّه الهمّامي وزوجته المناضلة الحقوقية راضية النّصراوي، ثلبا وتجريحا وتهجّما. وقد رأى كاتب هذا الردّ أنّ الواجب يحتّم عليه قول كلمة حقٍّ إنصافا لمن قاوم الاستبداد وظلّ رغم “الرياح العاتية” صامدا على نفس نهج النضال والتّضحية ونكران الذّات:
1- في حضرة سيف الدولة:
شرع أحد المتطفّلين على الأدب والأدباء والشعر والشعراء في مجلس سيف الدولة في تقريع المتنبي ونعته بأقذع النعوت والأوصاف وكيل التهم له جزافا، وكان ذلك لحساب أحد حُسّاد المتنبي ومنافسيه …
تحرّق الحضور منتظرين ردّ المتنبي … الذي سيسحق ناقده حتما بفصاحته وبلاغته وقوّة شعره الذي تضاهي السيف مضاءً.
ولكن شاعرنا نظر إليه واكتفى بقوله: ” يا … رجلْ ! “
فذهبت مثلاً.
لأن العرب يعرفون أن البلاغة في الإيجاز والنكرة يخاطب بصفة النكرة… والشاعر الفارس لا يواجه المرتزق وإنّما يحتفظ بالردّ لسيّده.
2- في حضرة الجبهة الشعبية
والبلاد تمر بمخاض عسير وتحديات كبرى وقضايا عويصة في مرحلة صعبة كثرت فيها الملفات الحارقة… وخلاصة الوضع التقاء رياح الردّة لتنفخ سويًّا في أشرعة الثورة المضادة التي صارت تعمل على إعادة ترتيب البيت بإعادة حليمة لعادتها القديمة وطي صفحة الثورة والصفح ( أي المسامحة والمصالحة !! )على البارونات والمشائخ ورجال ” العمايل ” ممّن لبسوا العمامة أو البرطلة وفيهم من صار يتخفى وراء “الكبّوس” شاشية التونسي الحر الأصيل…
في هذا الظرف الدقيق والزوالي يعاني والشعب التونسي يكابد وتونس تكابر كالنّخلة في مهب الرياح لم تجد جريدة “L’audace ” الصادرة بباريس مرتين في الشهر وحجمها 12 صفحة ولغتها الفرنسية وصاحبها سليم بقة، لم تجد هذه الجريدة خبرًا، موضوعًا، ملفًّا، قضيةً … تطرحها في الصفحة الأولى كاملةً وفي الافتتاحية على امتداد صفحة كاملة تقريبًا … !!
لم يجد إلاّ شن هجوم رخيص على الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية المناضل والزّعيم حمّة الهمّامي والمناضلة الحقوقيّة الصامدة ورفيقة دربه الطويل راضية النصراوي، فخصّص لهما في الصفحة الأولى رسمًا كاريكاتوريًا وخصّهما في الافتتاحية بنص يذكّرنا بأسلوب جريدة الإعلان أيّام زمان وهجومات عبد العزيز الجريدي على المناضلات والمناضلين…
3- الردّ !
فهل هذا من باب الجرأة يا … ” L’audace ” ؟؟ على كل نحن نعرف الجريدة وصاحبها وأجواءها … ونكتفي بالرّد بكل أدبٍ فنقول قولة الشاعر : “يا سليم .. يا … بقة ” … لست نكرة إنما أنت “معروف”.
*رضا البركاتي: مثقّف تقدّمي وناشط حقوقي