حسب بعض الخبراء المختصّين في الجماعات المتطرّفة فإن اختطاف المجموعة الإرهابية بجبل سمامة لمدني يؤشر “عن حالة اليأس” التي أصبحت عليها “كتيبة عقبة ابن نافع” ونقلة نوعية في أعمالها الاجرامية من استهداف الأمنيين إلى ترهيب المواطنين.
وأشار المحلل العسكري والاستراتيجي “فيصل الشريف” في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء اليوم الثلاثاء إلى أن تحرك مجموعة إرهابية واختطافها لرهينة مدنية وافتكاكها للأغنام هي مؤشر لانتقال نوعي “من حالة القوة الى حالة اليأس”. وقال “إن اشتداد الطوق والحصار على المجموعات الإرهابية المتحصنة بالجبال وانقطاع المد اللوجستي عنها جعلها تنتقل من استهداف كل من يمثل الدولة من أمنيين وعسكريين إلى استهداف المواطنين”. واعتبر أن عملية الاختطاف تدل على أن المجموعة الخاطفة هي مجموعة صغيرة غير قادرة علي أخذ أكثر من رهينة بالإضافة إلى أنها في حالة تذبذب قادتها إلى الكشف عن ملجئها بجبل سمامة.
وأبرز الشريف أن ما قامت به المجموعة الإرهابية هو محاولة منها لفك الحصار المفروض عليها وربح الوقت حتى تسمح لعناصرها بالهروب والتعمق أكثر في الجبال.
من جهته قال الخبير العسكري “مختار بن نصر” إن “اعتداء الإرهابيين علي المواطنين أمر مقلق وعلى القوات المسلحة إعداد خطة لحماية المتساكنين”. وأضاف أن المجموعات الإرهابية منذ أن حوصرت في الجبال وتفككت حاضنتها الاجتماعية علاوة علي افتقادها للإمكانيات اللوجستية أصبحت تستهدف المواطنين وتعتدي عليهم. وأكد في السياق ذاته على ضرورة العمل علي المستوى الأمني والعسكري من أجل وضع استراتيجية لمنع الارهابيين من الاعتداء علي المواطنين مشيرا إلى أن اختطاف راعي الأغنام والإخبار عن وفاته يعدّ رسالة من الارهابيين إلى بقية المتساكنين تحذرهم من رصد تحركاتهم والإبلاغ عنهم.
كما أعرب بن نصر عن خشيته من أن يضطر المواطنون بسبب خوفهم على حياتهم وممتلكاتهم إلى حجب المعلومات عن القوات المسلحة خاصة بعد تواتر تسجيل عمليات اقتحام المجموعات الإرهابية للمنازل وتهديد المواطنين وسرقة المؤونة والمواشي.
المصدر // وات