تصاعدت وتيرة المواجات في الأسابيع الأخيرة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني في ظلّ تجاهل الأنظمة العربية لمعاناة الشعب الفلسطيني الأعزل وصمت عربيّ ودوليّ فاضح أمام تتالي الانتهاكات التي يمارسها الصهاينة على الفلسطينين وعلى مقدساتهم.
حصيلة المواجهات أسفرت عن استشهاد ما يزيد عن 25 فلسطينيا على يد قوات أمن الإحتلال وجيشه وعن مقتل 5 إسرائيليين على يد مواطنيين فلسطينين. لكن الحصيلة مرجّحة للارتفاع خصوصا إثر تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف، في مناسبة أولى، عمليات الطعن التي يقوم بها فلسطينيون بـ” الإرهاب الفلسطيني” ليعود ويصفها أمام أعضاء الكينيست بـ”إرهاب السكاكين”.
ولم يكتف نتنياهو بذلك بل اتّهم مباشرة السلطة الفلسطينية بتأجيج المواجهات في القدس والضفة الغربية.
تزامنت هذه التصريحات مع استمرار المواجهات المتصاعدة بين الفلسطينين وجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية بسبب توغّل القوات الإسرائيلية داخل مخيمات اللاجئين والتي نتج عنها مقتل عدد من اللاجئين بالرصاص.
في المقابل، يبقى الموقف العربي الرسمي تجاه ما يحدث في القدس والضفة الغربية هزيلا ومتخاذلا بل يكاد يكون غير موجود وكذلك هو موقف “المنظّمات والتنظيمات الإسلاميّة”، التي قدّمت عديد الفتاوي في ما يخصّ سوريا واليمن ومصر وغيرها من الدّول التي تعيش أعمالا إرهابيّة خطيرة.
فقد تُرك الفلسطينيون، نساء وأطفالا وشيوخا، لمصيرهم في مواجهة غطرسة قطعان المستوطنين الصهاينة وفي مواجهة آلة القمع الإسرائيلية التي أمعنت في التنكيل والتقتيل دون رادع، في محاولة منها لإجهاض المقاومة وتسريب اليأس إلى الفلسطينيين عبر إحراقهم أحياء وهدم بيوتهم واقتلاع أشجارهم وزرعهم حيث قام الصهاينة بقطع حوالي مليون شجرة زيتون في الفترة الأخيرة.
لكن نساء فلسطين ورجالها أثبتوا بما لا يدع مجالا للشكّ أنهم مستميتون في الدفاع عن وجودهم وعن كرامتهم وعن أرضهم وأنّ الخوف واليأس لا يعرفان طريقا إلى قلوبهم. وأنهم باقون وصامدون ومصرّون على المقاومة ومواجهة الرّصاص الحي ولو بسكّين.
لطفي الوافي