تواترت في الأسابيع الأخيرة صدور مقالات صحفية وتعاليق وإشاعات وأخبار على صفحات التواصل الاجتماعي حول الجبهة الشعبية وضد شخص ناطقها الرسمي حمه الهمامي بما بات يؤكد أن الأمر لا يخلو من كونه حملة منظمة ومخطّطٌ لها، تقف وراءها أوساط سياسية ومالية داخلية وخارجية تتفق في المنطلقات والمرامي وتشترك في المهمات وفي طرق الترويج والدعاية.
تتفق كل هذه الأدوات الإعلامية في مهاجمة الجبهة وتشويه أفكارها والافتراء عليها وتحريف مواقفها والادّعاء بكونها منقسمة أو هي منشغلة عن مشاكل المواطنين بصراعاتها الداخلية وبالسباق داخلها من أجل المواقع القيادية في صلبها وما إلى ذلك من الأكاذيب في الوقت الذي تنكبّ فيه الجبهة على إعداد ندوتها الوطنية وتعميق تحاليلها وبرامجها للمرحلة القادمة وبلورة التصور الأمثل لتنظيمها وهيكلة مؤسساتها الوطنية والدهوية.
وتتّفق جميع مكونات الجبهة في أن هذا النقاش يسوده جوّ من التفاعل الودّي والتعاون الرفاقي قلّما أن ساد فيها من قبل. ومردّ ذلك معلومٌ، باعتبار أن كل مكونات الجبهة تدرك بنفس الدرجة من العمق تقريبا خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد والمرحلة التي تقدم عليها. وهي الآن متفقة أكثر من أي وقت مضى على طبيعة القوى التي تحكم تونس وتدرك بكل دقة طبيعة توجهاتها المعادية للشعب والوطن. كما هي متفق أكثر من أي وقت مضى على ضرورة مواجهة هذه القوى وخياراتها بكل جرأة وتصميم وقد حددت القوى التي لها مصلحة في التغيير العميق والحقيقي في تونس وتعبيراتها التي يمكن التعاون معها في المشهد السياسي والمجتمع المدني الراهن.
ذلك ما يجعل القوى الرجعية تتكالب عليها وتستجمع قواها من أجل محاولة بث الفرقة داخلها وافتعال الخلافات بين مكوناتها واللعب على النعرات الفئوية والذاتية. لقد أغاضهم أن تظل الجبهة القوة الوحيدة من جملة الأطراف السياسية الأساسية في تونس موحّدة الصفوف مصوبة انظارها نحو قضايا الشعب والوطن وقضايا الحرية في تونس وفي العالم. كيف لا وقد بادرت الجبهة بتحركات جماهيرية ناجحة لإفشال مشروع المصالحة الاقتصادية والمالية وفرض حق التظاهر والتعبير وفرض رفع حالة الطوارئ ورفع التعتيم على نضالات الشعب الفلسطيني الشقيق ضد الكيان الصهيوني البغيض؟
وقد مرت المحاولات الدعائية السخيفة إلى التهجّم على الناطق الرسمي للجبهة الرفيق حمه الهمامي باستعمال أساليب دنيئة مفبركة وكاذبة محاولة المسّ من مصداقيته ونظافته ومبدئيته التي عرف بها منذ عقود من الزمن. ومعلون أن مثل هذه الأساليب معروفة وأغراضها مفضوحة وقد فشلت حتى الآن في أن تلقى من يصدقها في تونس بما في ذلك في صفوف قواعد بعض الأطراف التي تنشط هذه الحملات وتموّلها وتسخّر لها المواقع وصفحات الجرائد.
تعلم الجبهة جيدا، كما يعلم ناطقها الرسمي، بمخططات بعض الأطراف السياسية الحاكمة وأطراف “المجتمع السياسي الموازي” ولوبيات المال الفاسد ومافيا “البزنس” القذرة المرتبطة بالفساد والتهريب والإرهاب. وهي على ثقة تامة بشرعية القضية والأهداف التي تناضل من أجلها ألا وهي : تونس العدالة والحرية والاستقلال والمساواة والتقدم. ولن يثنها عن النضال في سبيل هذه الأهداف لا القمع ولا الكذب ولا التشويه ولا المغالطات.