“وحدة وصراع” هي دورية تصدرها “الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية” مرتين في السنة، تبسط فيها الأحزاب المنتمية للندوة وجهات نظرها من مجريات الصراع الطبقي وقضايا الثورة في بلدانها وعلى الصعيد العالمي، وتتبادل من خلالها الخبرات والتجارب في مختلف مجالات النضال.
وقد ساهم في العدد الحالي عديد الأحزاب بمقالات متنوعة تعكس اهتماماتها الآنية، من ذلك أن الحزب الشيوعي الثوري بالبرازيل اهتمّ في مقاله بمحاربة “الفردانية” في سلوك المناضلين، بينما اهتمّ الحزب الشيوعي الثوري ببوركينا فاسو بتطورات الوضع الداخلي للبلاد منذ الإطاحة بالدكتاتور “بلاز كومباوري” في الانتفاضة الشعبية ليومي 30 و31 أكتوبر 2014. ونبّه من خطر إشعال حرب أهلية رجعية من قبل القوى الامبريالية وعملائها المحليين.
أمّا الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بكولومبيا فقد تطرق لمسألة الفاشية التي يرى أنها بصدد التطوّر لا على مستوى بلدان أمريكا اللاتينية فحسب بل على المستوى العالمي كذلك، رغم تنوّع أقنعتها من قارّة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر. وقد تناول مقال حزب العمال الشيوعي بالدانمارك خارطة الطريق التي تسعى بلدان منطقة اليورو وضعها حيّز التنفيذ وانعكاساتها على حياة الطبقة العاملة والطبقات الشعبية في هذه البلدان، وخاصة منها بلدان جنوب أوروبا وبلدان شرق أوروبا الملتحقة حديثا بهذه المجموعة.
وتناول الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالإكوادور الصعوبات التي تواجهها “الحكومات التقدمية” بأمريكا اللاتينية نظرا لحالة الحصار الامبريالي المضروب عليها ولحالة التردّد التي تسم سلوك بعض الحكومات وخوفها من التعويل على شعوبها واتخاذ ما يلزم من الاجراءات للقطع الجذري مع مناويل التنمية الرأسمالية وإن تزيّنت ببعض المظاهر “الاجتماعية الشعبية”.
ويفنّد الحزب الشيوعي الاسباني الماركسي اللينيني مزاعم الحكومة اليمينية بنجاحها في تجاوز الأزمة الاقتصادية ويقدّم تحليله للوضع معتمدا على الأرقام الرسمية ذاتها ليبرز أنّ الانتعاشه الاقتصادية المزعومة ليست سوى مجرّد وهم تبثه البورجوازية الحاكمة في هذه الفترة بالذات التي تستعدّ فيها البلاد لإجراء الانتخابات العامّة قبل موفى السنة الجارية، خاصة بعد الخيبات المتتالية التي أصابت أحزاب البورجوازية (الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي الموحد) في الانتخابات الإقليمية والمحلية التي جرت منذ أشهر.
وتناولت المنظمة اليونانية من أجل إعادة بناء الحزب الشيوعي اليوناني (1918ـ1955) مسألة “التحوّل إلى الاشتراكية” وإمكانية تحويل الاتحاد الأوروبي من منظومة رأسمالية امبريالية إلى منظومة ديمقراطية اجتماعية غير عدوانية، في خدمة شعوبها، في ظل النظام الرأسمالي واعتبرتها لا تعدو أن تكون سوى تعبيرة جديدة للنظرية الخروتشوفية التقليدية المعروفة بنظرية “التحوّل السلمي للاشتراكية”.
أمّا منظمة “الديمقراطية الثورية” بالهند، فقد تناولت مسألة الإصلاح الزراعي المعطّل في هذا البلد الذي يتعايش فيه نمط الإنتاج الرأسمالي مع أنماط إنتاج تقليدية، ما قبل رأسمالية، وهو ما يجعل حديث الحكومات المتعاقبة عن الإصلاح الزراعي مجرّد حديث أجوف وهي الحريصة على الإبقاء على المنظومة القانونية التقليدية التي تجعل حتى حيازة قطعة صغيرة من الأرض أمرا عسيرا أمام مئات الملايين من الفلاحين دون أرض ليتواصل استغلالهم من قبل كبار الملاكين الإقطاعيين والشركات الرأسمالية العالمية التي تستثمر في القطاع الفلاحي.
أمّا حزب العمل الإيراني (طوفان)، فقد تناول اتفاق فينا حول المسألة النووية الإيرانية وانعكاساته على التوازنات الاستراتيجية بالمنطقة. وتطرقت منظمة “الأرضية الشيوعية” بإيطاليا إلى مسألة نظرية تخصّ قيادة البروليتاريا للمسارات الثورية كشرط ضروري لنجاحها. وقد استعرضت ما تزخر به كتابات مؤسسي الفكر الاشتراكي في هذا المجال. وتناول الحزب الشيوعي المكسيكي الماركسي اللينيني مسألة بناء “المجلس العام للبروليتاريا ولشعوب المكسيك” كخطوة على طريق تكتيل القوى الثورية في مواجهة الرجعية وعصابات المال والفساد وتجار المخدرات بعدما كشرت عن أنيابها وانتقلت إلى الممارسات العدوانية في قمع المعارضين وهي ما انفكت تبث الرعب في صفوف المواطنين بتكرار عمليات الاغتيال والاختطاف بتواطؤ مع أجهزة النظام القائم. وقد تناول الحزب الشيوعي بالبيرو الماركسي اللينيني نفس الموضوع مع تخصيصه على الوضع في البيرو في مقال تحت عنوان “توجّه نظام أولانتا أومالا نحو الفشستة”.
وتناول حزب العمال الشيوعي بالدومينيك بالدرس مسألة التحالفات وبناء الجبهات والالتقاءات الظرفية حول مهامّ محدّدة يفرضها تطور الصراع الطبقي. وتطرق حزب العمل التركي إلى علاقة الحركات الديمقراطية بالنضال من أجل الاشتراكية بينما أبرز الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بفينيزويلا أنّ تحميل تبعات الأزمة الاقتصادية للطبقة العاملة والشعب لا يخدم إلا مصالح البورجوازية.
هو عدد زاخر بالفعل حول قضايا حارقة نرجو أن نرى نسخته العربية قريبا بين أيدينا.