صوت الشعب صوت الحقيقة
هي القيروان تفتح أبوابها المواربة والمتحفّزة للفرح، وتوقد جمر الابداع لتبدّد وحشة البرد الشتائي المتربّص بالحميمي والإنساني. موقد أشعلته الجمعية العربية للإبداع والتجديد الثقافي في ساحات القيروان الفسيحة، وتنادت له من كل أركان البلدان العربية لتزيد عن دفئه حرارة اللقاء الأوّل.
الحدث مهرجان القيروان الدّولي للإبداع العربي في دورته الأولى، الزمان الأسبوع الأخير من كانون الثاني شهر نطلّ منه على مستقبل السنوات القادمة، وهو الشهر الأخير من السنة عصارة الأيام وزبدتها. مرّت معظم التظاهرات الثقافية لسنة 2015 بغثّها وسمينها ليختتم مهرجان القيروان للابداع الأدبي سلسلة تظاهرات هذا العام وينفتح على سنوات قادمة مليئة بالتحديات.
مهرجان شهد يوم الاثنين الثامن والعشرين انطلاقته بافتتاح تمازجت فيه ألوان الإبداع من لعبة الفرشاة على البياض الصامت لتحوّله مساحات من الجمال، بعثرت ألوانه أيادي خبرت الاشتغال بعوالم الأشكال والأوان والأضواء، أيادي الفنانات التشكيليات حنان دربال ورجاء القاسمي ومنجية عبّاسي ومريم العقربي وعواطف الغضباني وريم المؤدّب، سيل من الأوان اخذنا إلى لعبة الأوتار وفيضان من الوجد مع أنيس اللجمي هذا الفتى الذّي طوّع المسات كلّها لإيقاعات الروح في رحلة من الأغاني كان للشاعر سيّد السالك أحد الأغاني التي اثث بها نشوتنا.
رحلة الافتتاح تشي بمستقبل لهذا المهرجان قدّ يعيد للقيروان تلوين ليلها وزهوها بالمبدعين، كما تزيّنت في سنوات مضت بنزار قباني وأدونيس وحنا مينة وغيرهم من المبدعين السينمائيين والمسرحيين والروائيين. وها هي اليوم تحتضن شعراء من اليمن والعراق وفلسطين وسوريا والجزائر وتونس كأنما هي تواجه بالشعر جرذ الخراب الذي يعشّش في أرجاء البلدان العربية ينشر أنما حلّ الدّمار.
لقد خرجت الجمعية العربية للإبداع والتجديد الثقافي بالشعر والشاعر من الفضاءات المغلقة والمخصصة للعمل الثقافي إلى الأماكن العامة كالنزل أين هندست الأمسيات الشعرية وحملت الفن إلى عامة الناس الوافدين على تلك الأمكنة في قطع للطريق عن الابتذال أو التفاهة وفي مواجهة مفتوحة ضد الارهاب وثقافة الموت.
سمير طعم الله
