ولهيثم البكاري قصور من تفاصيل أيامنا ومن دفء ليالينا الحميمة.
له غربة الأسئلة وهو يغسل بماء الروح الملح الذي يزرع القحط وكل ما بوسعه أن يورق في أقبية الوجد والشوق والاغنيات..
هيثم البكاري في باكورة أعماله “رمال الملح” يحتمي بالفراغ المعلّق في عيون الواقفين بانتظار القطار الأخير إلى الوجهة المقبلة.
يـ”مرّ على القابعين بقلبه ويسأل إن كان يكفي العمر وهذا انتظار يملّ انتظار…”.
باب مخفي للألم، مُشرع على وجع البلاد والمدينة والوطن بكل تلويناته وصوره المشرقة والمفزعة.
للطير أجنحة، وللسفن أشرعة، وللشاعر العاشق مدائن من شجن،
يعلّق على عتباتها كلاما يضيء إذا ما ادلهمّت ليالي الوطن.
يمزح شاعرنا في مجموعته الشعرية هذه بين أوجاعة الذّاتية، أوجاع الفقد والحرمان والخذلان والفراق
يهرب للأسطورة أحيانا لترجمة أوجاع خرافية بنوء بها عوده الغض في الشعر وفي الحياة
وأوجاعه الموضوعية وهو الفتى الذّي سخّر حياته المهنية لدرء الخطر والألم عن الآخرين.
وهو في كل حالاته يلتحف بالصّدق في المشاعر والجودة والقول.
لكن ككل الأنبياء وسائر الشعراء كان نداءه طريق الحيارى وهو يدلّهم على النجاة بالشعر من أجل معانقة مهجة الحياة ونشوتها وبهجتها وجمالها وقداستها..
“نحن لا نأتي الحياة ببرد الموت
لا لا نهوى الكفن
نحن أبطال الوطن
نحن أبناء الشروق
نحن أبناء الشفق”
سمير طعم الله