نفّذ عدد من أساتذة التعليم العالي المساعدين المتعاقدين، يوم الثلاثاء الماضي، وقفة احتجاجية أمام المدخل الخلفي لوزارة التعليم العالي طالبوا خلالها بحقهم في الانتداب. واحتجّ المتعاقدون على عدم تسوية وضعياتهم المهنيّة وعلى طريقة تسريحهم بعد أن قضّوا سنوات من التدريس، في ظروف غير ملائمة. وتقّدموا بجملة من المقترحات العملية بهدف إصلاح وضعيّة المساعدين المتعاقدين وانتدابهم بطريقة شفّافة لا تشوبها إخلالات قانونية ولا منطق المحسوبية. وفي تصريح لـ”صوت الشعب” قال سليم عليوات، أستاذ متعاقد بجامعة سوسة “تمّت إحالتنا على البطالة الإجبارية وعددنا حوالي 2500 أستاذ متعاقد بقرار جائر من قبل سلطة الإشراف وكلّنا أصحاب عائلات وأعمارنا متقدمة”. وأوضح عليوات:”تحركاتنا لم تبدأ اليوم، فقد قمنا بتحركات بكافّة الجهات وسيتواصل تحركنا حتى تتم تلبية مطالبنا والمتمثلة أساسا في تجديد عقود العمل آليا وتسوية وضعياتنا المهنيّة خصوصا وأننا ذوو خبرة”. وأشار محدثنا إلى إمكانية التصعيد في أشكال الاحتجاج في الأيام القليلة القادمة. موضحا أنه إذا اقتضى الأمر سيقومون بنصب خيام والاعتصام ليلا ونهارا أمام الوزارة وأمام مقر الحكومة وسيتوجهون إلى قصر قرطاج. وأضاف:” لقد انتخبنا من يحكمون الآن كي يجدوا لنا حلولا جذرية لوضعياتنا الاجتماعية القاهرة علما وأننا لا نتمتع بالتغطية الاجتماعية وليس لدينا مورد رزق”. من جانبها أكّدت فاتن تراخنة، أستاذة متعاقدة بالمعهد العالي للبيوتكنولوجيا بباجة، على ضرورة إعادة النظر في الوضعية ككلّ وفي مقاييس التعاقد والانتداب. وانتقدت استبدال المساعدين المتعاقدين الذين قضوا سنوات عديدة في التعليم العالي بمتعاقدين جدد لا يتمتّعون بالخبرة الكافية. وقالت إنّ “الوزارة لا تسعى إلى إيجاد حلول بل تفتعل المشاكل لجهلهم بما يتطلّبه قطاع التعليم العالي من إصلاحات”. وأبرزت تراخنة أنّ الوزارة تتوخّى سياسة ترقيعيّة، “فكلّ ثلاث أو أربع سنوات تتعاقد مع مجموعة من الأساتذة ليقع استبدالهم في الأخير”. واعتبرت أنّه يمكن، نظرا إلى النقص الذي تعانيه مؤسسات التعليم العالي، انتداب المتعاقدين. من ناحيته قال حبيب ماكينة، الأستاذ المتعاقد منذ 7 أعوام “إنّ وزارة التعليم العالي هي الوحيدة التي لم تجد حلولا لمنظوريها وظلت تماطلنا وتسوّفنا، ممّا اضطرّنا إلى تنظيم الوقفات الاحتجاجية” مشيرا إلى تعرّضهم إلى الإهانة والإيقاف من قبل الأمن. وعبّر محدثنا عن استيائه من الوضعية الاجتماعية الصعبة للمتعاقدين التي انعكست سلبا على حياتهم وعائلاتهم، وذلك على حّد قوله. وفي نفس السياق، استغربت فيروز حمداوي، أستاذة مساعدة بجامعة سوسة من سنة 2007، تخلّي الوزارة عن الأساتذة بعد أن قامت بتكوينهم لمدّة سنتين كاملتين. وقالت حمداوي:”مشكلنا ليس بالصّعب، الحلول موجودة ومن بينها إيجاد صيغة للانتداب بعيدا عن المحسوبية والشبهات المحيطة بلجان الانتداب”.، خصوصا في ظلّ وجود نقص في إطار التدريس.
لطفي