أوضح اليوم الثلاثاء القيادي في الجبهة الشعبية الجيلاني الهمامي في لقاء خاطف مع “الصباح نيوز” موقف الجبهة من أيّ تدخل عسكري منتظر في ليبيا.
وقال، خلال لقائه “الصباح نيوز” ، ان التدخل العسكري في ليبيا مازال يطبخ على نار هادئة في انتظار عقد قمة الناتو التي ستلتئم في وقت قريب لوضع اللمسات الأخيرة للتدخل العسكري في ليبيا، مشيرا إلى أن نقاشات الحلف الأطلسي منذ ديسمبر الماضي أفضت إلى ضرورة القيام بتدخل عسكري في ليبيا خلال شهر مارس القادم.
واعتبر الهمامي ان كل المؤشرات تدل على ما اسماه ” العدوان على ليبيا ” سيكون في شهر مارس، مضيفا بأنه يتم الآن اعداد حكومة فائز السراج، والضغط عليها من أجل اقتلاع طلب منها بالتدخل حتى يتم اضفاء صبغة “الشرعية” على التدخل برعاية مجلس الأمن.
وفي سياق آخر، قال الجيلاني الهمامي إنّ التدخل العسكري في ليبيا سيكون “كارثة على الشعب الليبي” و”سيلحق الدمار بالبنية الأساسية وسيرفّع عدد المهاجرين ويزيد من توتر الأجواء فضلا عن كونه اعتداء على سيادة ليبيا”.
وأضاف أنّ مثل هذا التدخل سيؤثر كذلك على بقية دول الجوار لها من ذلك تونس لطبيعة العلاقات الخاصة بين البلدين سواء كان الأمر يتعلق بالعلاقات الاقتصادية أو الاجتماعية على اعتبار وجود علاقات مصاهرة بين البلدين.
كما قال انه في صورة حصول أي هجوم على ليبيا فإن أكثر وجهة ستستقطب الليبيين هي تونس وهو ما من شأنه خلق انعكاسات أمنية لإمكانية تسلل إرهابيين وأزمة اقتصادية، وكذلك أزمة عامة تتضرر منها تونس والشعب الليبي.
وعن موقف تونس إزاء هذا التدخل العسكري في ليبيا، اعتبر الهمامي انه كان من المفترض أن تصدر تونس موقفا واضحا وصريحا يعلن رفضها لأي تدخل وأن تكون على أقصى الاستعداد لمنع تسلل الإرهابيين والتحكم في العملية كما ينبغي، مشيرا إلى أن الموقف السياسي التونسي لم يكن في المستوى “المأمول” على عكس الجزائر كما أن استعدادات بلادنا لم تكن جدية من أجل أن لا يكون لهذا العدوان انعكاسات كبيرة تضر الاقتصاد والأمن التونسي، وفق تعبيره.
كما اعتبر ان التحرك الديبلوماسي التونسي متأخر من ذلك محاولة التنسيق مع الجزائر.
وانتقد الجيلاني الهمامي إرسال الولايات المتحدة لمادلين أولبرايت، قائلا: “ليس لهذه الوزيرة السابقة أي صفة رسمية لتقوم بجولة محادثات مع الجهات الرسمية في تونس وكذلك عدد من الأحزاب لإسداء تعليمات لتونس بأن لا تكون ضد قرار الناتو الذي سيعلن عنه رسميا في القريب”.
كما حمّل الهمامي الدولة التونسية مسؤولية ما سيترتب عنه كلّ تدخل أجنبي في ليبيا.
هذا وكان الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي قد أكّد في حديث لعدد من وسائل الإعلام من بينهم “الصباح نيوز” أنّ موقف رئيس الدولة الباجي قائد السبسي لم يكن واضحا، محملا إياه مسؤولية أي مساندة واضحة أو ضمنية لأي عدوان أو تدخل في ليبيا من شأنه أن يغذي الإرهاب ويكون له انعكاسات سلبية على دول الجوار.