بمناسبة إحياء ذكرى يوم الأرض وذكرى احتلال بغداد وعيد الشهداء
الاتّحاد الجهوي للشّغل ببن عروس يرشّح المناضل الأسير مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسّلام
تغطية فاتن حمدي
بإشراف المكتب التنفيذي للاتّحاد الجهوي للشغل ببن عروس، تمّ إحياء ذكرى يوم الأرض 30 مارس 1976 وذكرى احتلال بغداد 9 أفريل 2003 وعيد الشهداء، وذلك يوم الجمعة 8 أفريل الجاري بحضور سفير دولة فلسطين بتونس والسيدة فدوى البرغوثي زوجة الأسير مروان البرغوثي ومجموعتي دبكة فلسطين وفرقة العاشقين وعدد كبير من النقابيّين الذين رفعوا شعارات تطالب بتحرير فلسطين والدول العربية التي تعيش تحت وطأة الاستعمار.
وترحّما على روح الفقيد الشاعر الصغير أولاد أحمد وأرواح الشهيدين شكري بلعيد والحاج محمد البراهمي وشهداء المؤسّستين العسكرية والأمنية، نظّمت دقيقة صمت ترحما عليهم خلال هذه التظاهرة.
البوغديري: نساند ترشّح الأسير البرغوثي لنيل جائزة نوبل للسّلام
خلال افتتاحه للتظاهرة، نوّه محمد علي البوغديري الكاتب العام للاتّحاد الجهوي للشغل ببن عروس بالدور الريادي للأسير مروان البرغوثي ورفاقه في منظّمة التحرير وكلّ الفصائل الفلسطينية الأخرى خلال الانتفاضة، واستماتة الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني الأمريكي، موجّها التحية لكلّ الشهداء في الدول العربية، وعلى رأسهم الزعيم الراحل ياسر عرفات، أبو عمّار، الذين قدّموا أنفسهم فداء لاستقلالة أوطانهم من مختلف أوجه الاستعمار. مضيفا أنّ الأسير البرغوثي يعلم أنّ شعبه لن يتخلّى عنه وهناك من يدافع عن القضية الفلسطينية من مختلف الدول العربية وأنّ عمّال وعاملات جهة بن عروس مستميتون في الدفاع عن القضية العادلة.
وذكّر البوغديري بأحداث يوم الأرض 30 مارس 1976 حينما كان الفلاّحون في فلسطين يتوجّهون إلى الحقول للعمل لتعترضهم دورية صهيونية وترشقهم بالرصاص الحيّ ويسقطون شهداء رجالا ونساء. ومنذ ذلك اليوم أصبحت هذه المجزرة تاريخا يحييه الفلسطينيون وكافة المناصرين للقضية من مختلف الدول العربية وفي أنحاء العالم، مضيفا أنّ هذا التاريخ يتزامن مع ذكرى سقوط بغداد 9 أفريل 2003 ويتزامن أيضا مع عيد الشهداء في تونس 9 أفريل 1938 حينما سقط شهداؤنا في تظاهرة “معقل الزعيم” عند تصدّيهم للاستعمار الفرنسي دفاعا عن أرض تونس.
من جانب آخر، أكّد البوغديري أنّ القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وأنّ عمال وعاملات الجهة يطالبون بإطلاق سراح الأسير مروان البرغوثي وسراح كلّ الأسرى من السجون الصهيونية، معلنا أنّ الاتحاد الجهوي يساند ترشّح البرغوثي لنيل جائزة نوبل للسلام
سفير فلسطين بتونس: تونس رئة التنفّس لدولة فلسطين
من جانبه قال سفير دولة فلسطين خلال حضوره للتظاهرة، أنّ إحياء ذكرى يوم الأرض يدلّ على تمسّك الشعب الفلسطيني المعجزة بأرضه رغم ما أصابه من محاولات لانتزاعه من دولته، مؤكّدا أنّ الشعب صامد، رغم كلّ الاستراتيجيات وحملة التكالب الدولية والاقليمية للنيل من معنوياته وعزيمته، وأنّ تحرير دولة فلسطين لا يكون فقط بالشعارات الجوفاء بل بالفكر والعمل وبالإنجاز.
السفير وصف تونس برئة التنفّس لفلسطين حينما كان العدوّ الصهيوني يعتقد أنّه قضى على الجسم الفلسطيني وروح المقاومة كما فعل سنة 1982، وحينما استقبلت تونس بشعبها القيادة والقضية الفلسطينية وقد انتصرت فلسطين من تونس على الأقلّ سياسيا حينما اعتقد العدوّ أنّه تخلّص من منظّمة التحرير ودمّرها. مضيفا أنّ القيادة الصهيونية كانت تعبّر دوما من تخوّفها من الفكر والجهد والدعم التونسي لفلسطين.
كما نوّه السفير أنّ فلسطين ليست المشكلة بلّ إنّ المشكل هي “اسرائيل” وحلفائها، فالبعض اعتاد أنّ يقول أنّ الصراع فلسطيني – “اسرائيلي”، بينما الحقيقة أنّ فلسطين واجهت الكتل التدميرية والشيطانية ما جعلها ضحيّة مباشرة لهذا التكالب على المنطقة العربية.
وحول الأوضاع في قطاع غزّة المحاصر، أضاف أنّ سكان القطاع (مليون و700 ألف ساكن) يعيشون معاناة حقيقية، فالهواء ممنوع عنهم، في المقابل دول وأنظمة المنطقة والعالم ساكت عن هذه الجرائم ويتجرؤون ويتحدثّون عن حقوق الإنسان وعن الديمقراطية ويقدّمون الدروس فيها؟
فدوى البرغوثي: 14 عاما من أسر زوجي لم تثنه عن الدّفاع عن القضيّة الفلسطينيّة
السّيدة فدوى البرغوثي زوجة الأسير مروان البرغوثي قالت في الكلمة التّي ألقتها خلال التظاهرة أنّ تونس احتضنت الفلسطينيين حين ضاقت بهم الدنيا وأغلقت الأبواب أمام الثورة الفلسطينية. مضيفة أنّ الكثير يتساءل عن قوّتها في تحمّل ما تمرّ به، خاصة بعد أسر زوجها منذ 14 عاما “فتلك القوّة تأتي من قلوب التونسيين وأبناء الشعوب العربية وأستمدّ القوّة منكم عندما أشعر بالتعب أو بالإرهاق أو في لحظات اليأس”.
السّيدة البرغوثي أضافت أنّ المناضل البرغوثي وجّه رسالة إلى التونسيين مضمونها “14 عاما متواصلة من الاعتقال و21 عاما قضيتها في سجون الاحتلال و7 سنوات من الإبعاد ومحاولتين للاغتيال واعتقال إداري وإقامة جبرية. ولكن هذا لم ولن يثنيني عن مواصلة دوري من أجل استقلال فلسطين”. مذكّرة أنّه ورغم السجن الفردي الذي تعرّض إليه زوجها فقد صاغ إلى جانب رفاقه في الجبهة الشعبية وبقية الفصائل وثيقة مذكّرة الوفاق الوطني. مشيرة أنّه أمضى 100 يوم من التحقيقات من أجل الاعتراف ضدّ الزعيم الراحل ياسر عرفات وأنّه أعطاه أوامر لقيادة الانتفاضة وتنفيذ عمليّة ضدّ “إسرائيل”، ورغم ذلك فلم يكتب اعترافا ولم يعترف بالمحكمة ولم يقف أمام القاضي، بل بالعكس حاكم الاحتلال في كلّ جلسة تفتح له.
السيّدة البرغوثي ذكرت أنّ ما يحزن زوجها هو الانقسام اليوم بين الفصائل، داعية إيّاها إلى العمل من أجل الوطن لا من أجل فصيل معيّن “فإذا كانت الفصائل لن تخدم القضية الفلسطينية فلا داع لها، ففلسطين أكبر من الجميع”.
وحول ترشيح الأسير مروان البرغوثي لنيل جائزة نوبل للسلام، حيّت السّيدة البرغوثي كلّ من الاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومنظّمة الأعراف وعمادة المحامين على مبادرتهم، معتبرة إيّاها تكريما لكلّ الأسرى والشعب الفلسطيني وللمرأة الفلسطينية المناضلة وكلّ من دفع ثمن الحريّة والعودة والاستقلال.
هوامش التّظاهرة: (صورة التكريم) (صورة)
كرّم الاتّحاد الجهوي للشغل ببن عروس وباسم عمّال وعاملات الجهة السيدة فدوى البرغوثي
حضرت والدة الزميل نذير القطاري التظاهرة رافعة شعارات تطالب بمعرفة مصير الزميلين سفيان الشورابي والقطاري.