ينفّذ مجموعة من الشباب المعطّل عن العمل ومن نشطاء المجتمع المدني وقفات احتجاجيّة منذ أيّام أمام ولاية قفصة احتجاجا على تردّي الأوضاع الاجتماعيّة وغياب “الرّؤية الواضحة من قبل الحكومة لمعالجة تفاقم ظاهرة البطالة والتّهميش”، وكذلك احتجاجا على العنف البوليس الذي طال أغلب التحركات الاجتماعيّة في عديد مناطق البلاد (قرقنة، الدّهماني، النّاظور، المفروزين أمنيا في مناسبتين، معتصمي القصرين أمام وزارة التشغيل…) وهو ما ينبئ بعودة القبضة الأمنيّة في التعامل مع النضال الاجتماعي، مثلما صرّح ل”صوت الشعب” بعض المحتجّين امام الولاية.
الوقفة الحتجاجيّة لهذا اليوم شهدت “جرعة” أمنيّة إضافية إذ اعتدى أحد أعوان البوليس على مناضل بالجهة حزب العمّال سامي عمروسيّة الذي تمّ تهديده بالسّجن على خلفيّة مساندته لمطالب المعتصمين وتوجّه له مهدّدا “برَّا إِشكِي لْجبهتكم وْتَاوْ تعملِّي حاجه إنت وحقوق الإنسان متاعكْ”.
الجدير بالذّكر أنّ الاعتداءات المتكرّرة على بعض نشطاء الجبهة الشعبية وكذا نشطاء الحراك الاجتماعي يقابلها خطاب رسميّ يقول ب”حرية التعبير” و”احترام الحريات”، من جهة، وتصريحات تعتبر أنّ “هناك أطراف تستغل الأوضاع المحتقنة لتأجيجها” من جهة أخرى، وهو ما اعتبر لدى عموم المتابعين إلقاء بمسؤولية الفشل الحكومي على عاتق المعارضة ومساعي لعودة التعامل القمعي مع الملفات المشروعة.