أحمد المولهي
أتاحت الندوة الثالثة للجبهة الشعبية للفعاليّات الشبابية التي فاقت نسبة مشاركتها 50 بالمائة فرصة ثمينة للوقوف على أهم الثغرات التي حالت دون انخراط أوسع للشباب التونسي في بعض المحطات التاريخية وفي المشروع الوطني الكبير للجبهة.
إنّ مقاومة الالتفاف على الثورة من أجل تثبيت مكسب الحرية السياسية والقطع نهائيا مع التبعية للقوى الامبريالية، تظلّ من المهام الثورية التي تتصدّر اهتمامات شباب الجبهة.
وفي هذا السياق، عبّر ممثلو مختلف الفعاليات الشبابية عن تطلعاتها المستقبلية.
عبد الرحمان بوخريص: تمثيليّة أكبر للشباب
دعا عبد الرحمان بوخريص عن شباب القطب الديمقراطي الحداثي إلى الرفع من تمثيليّة الشباب في هياكل الجبهة.
واقترح، في هذا الاتجاه، إسناد رئاسة بعض قائمات الجبهة الشعبية في الانتخابات البلدية المقبلة إلى عدد من الشباب، مشيرا إلى وجوب دفع العمل المشترك بين المكونات الشبابية للجبهة وإعادة تفعيل عمل تنسيقياتها الوطنية، مع الحرص على وضع خطّة عمل دوريّة بمهام مضبوطة ومحددة مسبقا.
وأكّد بوخريص على ضرورة الانفتاح على التيارات السياسية العالمية والفصائل الثورية على غرار حركة الشباب الشيوعي الفرنسي وحركة “بوديموس” والعمل أكثر على تبنّي مسألة الحريات الفردية والضغط من أجل إصلاح مجلة الإجراءات الجزائية.
أحمد الرزقي: مزيد من الوحدة ورصّ الصفوف
من جانبه، اعتبر أحمد الرزقي عن شباب البعث أنّ الحضور الشبابي في أشغال الندوة يمثل الحدّ الأدنى ومساهمة مسؤولي منظماتهم في أشغالها سيقود إلى مزيد من الوحدة ورصّ الصفوف وسيمكّن من التنسيق لضمان تمثيلية مهمّة للشباب في الهياكل القاعدية والقيادية للجبهة.
وأوضح الرزقي أنّ الدعوة موجّهة إلى جميع الفصائل السياسيّة التقدميّة والديمقراطية لمزيد توحيد الصفوف وتعزيز العمل المشترك والنّضال اليومي على الساحة الشعبية أو الطلابية أو التلمذية، مبرزا أنّه “لا خيار يضمن التصدّي للمشاريع الرجعية التي تستهدف الشباب سوى وحدة صفهم والعمل المشترك”.
بيرم العيفة: الشباب يحضر بفعالية
أكّد بيرم العيفة عن شباب الوطد الموحّد أنّ الشباب يحضر بفعالية داخل الندوة. مشيرا إلى أنّ الجبهة الشعبية لها حضور فاعل في القطاع الشبابي وتحوز على زخم شبابي كبير من المنتظمين حزبيا ومن المستقلّين، الأمر الذي يؤهّلها إلى عقد ندوة وطنية للشباب تقارب في مستوى تمثيليّتها حضور المجلس الجهوى القطاعي لأنّ شباب الجبهة موجود في كلّ الجهات والقطاعات الاجتماعية.
وأبرز العيفة أنّه تمّ عرض هذا المقترح على الندوة الوطنية حتى يتمكّن شباب الجبهة من إطار يضمن له صياغة برنامج نضالي خصوصي لكلّ القطاعات وانتخاب قيادة شبابية للجبهة الشعبية.
ودعا العيفة إلى العمل على توحيد الجهود مع باقي الشباب المستقل أو المنتمي. كما تمّ بمناسبة اليوم العالمي للشبيبة المناهضة للامبريالية حيث التقى 13 طرفا شبابيّا، من داخل الجبهة ومن خارجها.
وقال إنّ شباب الجبهة بصدد مناقشة مبادرة انطلقت يوم 24 أفريل قصد تشكيل ائتلاف شبابي وطني تقدّمي وديمقراطي أوسع من شباب الجبهة ليكون إطارا للدفاع عن المكاسب السياسية التي تحقّقت في إطار المسار الثوري ولإسناد الحراك الشعبي الذي يتعرض إلى الإرهاب ولضمان التعبئة الشبابية الكفيلة بتثبيت مطالب الثورة وتجذيرها في اتجاه الوصول إلى نظام سياسي يكفل السيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية السياسية.
وليد العباسي: دائرة تخطيط لشباب الجبهة
وليد العبّاسي، عن شباب التيّار الشعبي، اقترح تأسيس “دائرة” خاصة بالشباب تُعنى بالتخطيط لشباب الجبهة والانفتاح على بقية القوى السياسية التقدميّة للعمل على تأطير الشباب التونسي بصفة عامة مع العمل على أن تكون هذه الدائرة مفتوحة لكلّ الطاقات الشبابية على قاعدة الخيارات الوطنية التي تتبنّاها الجبهة.
هنالك مبادرة في علاقة بتنظيم ندوة وطنية لكل شباب الجبهة لرسم خطط واستراتجيات عمل لشباب الجبهة الذي كان يسعى دائما إلى تجميع كلّ القوى السياسية التقدمية على قاعدة العمل المشترك حول بعض الملفات: ملف المفروزين أمنيّا وملف الطلبة المطرودين وملف الاحتجاجات الاجتماعيّة.
حاتم سيديّة: خوض كلّ المحطات النّضاليّة باسم الجبهة
حاتم سيديّة، عن شباب رابطة اليسار العمالي، دعا إلى مزيد الدفاع عن مصالح الفئات الشعبية وبلورة برنامج واضح للانغراس داخل هذه الفئات وإعادة تنشيط تنسيقية الجبهة الشعبية للشباب وإعطائها صفة تنظيمية واضحة.
وأكّد أنّ الشباب سيعمل على خوض كلّ المحطات النضالية باسم الجبهة وعلى حلّ أزمة الاتحاد العام لطلبة تونس عبر القطع نهائيا مع الازدواجية من أجل بناء حركة طلابية قويّة وفاعلة وعلى دعم تحركات المعطلين عن العمل والمفروزين أمنيّا والمساهمة في بناء حركة تلمذيّة. كما دعا إلى عقد ملتقى للقوى الشبابية التقدميّة وحلّ كلّ الإشكاليات القائمة بين بعض مكونات شباب الجبهة وبعث برنامج تنفتح به على بقية الشباب التونسي.
نضال الخضراوي: مشاركة جيّدة ومداخلات نوعيّة للشّباب
من جانبه اعتبر نضال الخضراوي، عن شباب حزب العمّال، أنّ مشاركة الشباب كانت فعّالة في مختلف الورشات ومداخلاتهم كانت في مجملها نوعية. وأوضح أنّ إعادة تنظيم تنسيقية شباب الجبهة وتنشيطها مسألة ملحّة وأنّ صعود عنصر من الشباب إلى المجلس المركزي بادرة إيجابية.
إنّ توضيح موقع الشباب داخل الجبهة أصبح ضروريّا لعقد ندوة وطنية لشباب الجبهة بإشراف المجلس المركزي. خصوصا وأنّ الشباب يمثّل ركيزة أساسية و”عليه مواصلة تحمّل مسؤولياته والوعي أكثر بالمهام التي تنتظره في علاقة بإسناد النضال البرلماني وما تطرحه الجبهة الشعبية من برامج ومبادرات على الميدان”.
وشدّد الخضراوي على ضرورة الانغراس في صفوف عموم الشباب وإقناعه بجدوى برامج الجبهة والمخاطر التي تتهدّد مستقبل البلاد والشباب والانفتاح على الفعالية الشبابية الديمقراطية والتقدمية.
وأضاف أنّ الجبهة الشعبية تمثّل القوة الرئيسية في المعارضة، وشبابها يشكّل طليعة النضال السياسي وبإمكانه أن يساهم بشكل فعّال في إحداث التغييرات السياسية لصالح الشعب التونسي باعتباره مسلّحا ببرنامج سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي نوعي وفي خدمة الشعب.