تغطية فاتن حمدي
لليوم العاشر على التوالي تتواصل الملحمة النضالية لأبناء جريدة التونسية ويتواصل اعتصامهم المفتوح بمقرّ العمل بعد تنكّر صاحب المؤسّسة لتعهدّاته واتّفاقاته المبرمة مع الطرف النقابي ويتواصل اعتصام الصحفيّين والتقنيين رغم محاولات الهرسلة والتهديد التي تمارس ضدّهم من قبل المؤجّر.
ورغم تنكّره للاتّفاق الممضى مع الطرف النقابي وحرمان أبناء المؤسّسة من رواتبهم لمدة ثلاثة أشهر منذ شهر فيفري الماضي إضافة إلى الحرمان من التغطية الاجتماعية، إلاّ أنّ صاحب المؤسّسة سارع في بداية تنفيذ الاعتصام إلى إقحام أعوان الأمن قصد فكّ تحرّكهم، آخرها إرسال المدير المالي للمؤسسة قصد سحب وثائق إدارية، ما دفع بأبناء المؤسّسة إلى جلب عدل تنفيذ يوم الاثنين 17 ماي الجاري قصد معاينة ما يحاول صاحب المؤسّسة إخفاءه.
هل يتدخّل وزير الشؤون الاجتماعية لفائدة أبناء المؤسّسة؟ صورة ايمان + جيهان
أوضحت إيمان حمدي الصحفية بجريدة التونسية أنّها التقت صحبة أحد زملائها وزير الشؤون الاجتماعية محمود بن رمضان يوم الاثنين 17 ماي الجاري قصد شرح ما يتعرّضون إليه من هرسلة وتنكّر للحقوق المشروعة من قبل صاحب المؤسّسة. مضيفة أنّ بن رمضان قال إنّ لا أحد فوق القانون وسوف يقوم بمتابعة الملفّ مع هياكل الوزارة وتفقدية الشغل بعد أن اطّلع على كلّ التفاصيل وأسباب الدخول في اعتصام مفتوح بمقرّ العمل.
من جانبها قالت الصحفية جيهان لغماري إنّ التحرّك المشروع لأبناء التونسية سيتواصل إلى حين افتكاكهم لحقوقهم التي ينصّ عليها القانون، داعية كافة الأطراف المتداخلة إلى الالتفاف حول أبناء المؤسّسة قبل أن يجدوا أنفسهم مضطرّين إلى تصعيد تحركّاتهم في الأيّام المقبلة.
مسؤول بالتّفقّديّة يقوم بهرسلة المعتصمين؟
قالت إيمان المي صحفية منذ سنة 2015 بالتونسية إنّها وإثر توجّهها إلى مقرّ تفقدّية الشغل والمصالحة بتونس 2 حبة عدد من زملائها يوم الثلاثاء 18 ماي الجاري قصد تقديم شكايات ضدّ صاحب المؤّسسة تعمّد أحد المسؤولين تهديدهم بأن يرسل إليهم أعوان الأمن من أجل فك اعتصامهم “غير قانوني”، مطالبا إيّاهم بالعودة إلى العمل وأنّه سيعمل على إيجاد وساطة وتسوية من جانبه مع صاحب المؤسّسة لإيجاد حلول لهم.
من جانبه قال رضوان بن الطيّب المدير التقني بالمؤسّسة إنّه تفاجأ بتعامل المسؤول بالتفقدية مع ملفّهم ونعت تحرّكهم بـ”غير القانوني”، مضيفا أنّ تعامل الأخير دفعهم إلى الانسحاب من مقرّ التفقدية لأجل آخر بعد إعلام الهياكل النقابية بهذا التصرّف غير القانوني من مسؤول كان دوره الاهتمام بالملفّ وتطبيق قانون الشغل وليس هرسلة المتضرّرين.
رغم التّضحيات، المدير يصرّ على التّنكّر للحقوق (صورة)
نبيل شرف الدين مصوّر صحفي منذ خمس سنوات بجريدة التونسية وعلى غرار زملائه، قال إنّه لا يتحصّل على شهادات خلاص أو شهادات عمل وحتّى التغطية الاجتماعية محروم منها رغم حالته الصحية الحرجة نتيجة إصابته بمرض مزمن.
شرف الدين أَضاف أنّ الوضع الهشّ بالمؤسّسة استمر منذ خمس سنوات تاريخ صدور النسخة الورقية للمؤسّسة ورغم تجنّد أبنائها وتضحيتهم في العمل والمحافظة على المؤسّسة إلاّ أنّ صاحب المؤسّسة لا ينفكّ يمارس ضدّهم الهرسلة والتهديد وعدم احترام القانون وهو ما دفهم اليوم إلى الدخول في اعتصام مفتوح دفاعا عن حقوقهم المشروعة.
من جانب آخر فنّد شرف الدين ما يدّعيه صاحب المؤسّسة من تعرّضه إلى صعوبات مالية، فإثر الإضراب عن العمل الأخير لهم تحصّلت المؤسّسة على 12 صفحة من الإشهارات ما يفيد أنّ هنالك موارد مالية. لكن ورغم ذلك يصر المدير العام على عدم منحهم أبسط حقوقهم.
وأكّد شرف الدين على ضرورة تدخّل الحكومة من أجل إيجاد حلول جذرية لهم ولغيرهم من المؤسّسات الإعلامية خاصة في الصحافة المكتوبة.
الاعتصام متواصل من أجل كرامتنا
من جانبه قال الأزهر الشعبيني مصحّح لغوي منذ سنة 2013 بجريدة التونسية أنّه وعلى غرار كافة العاملين فهو لم يتحصّل على شهادة عمل أو تغطية اجتماعية رغم سنوات عمله. مضيفا أنّ ظروف العمل صعبة ورغم تحمّله لها إلاّ أنّ صاحب المؤسّسة ما انفكّ يمارس ضدهم الضغوطات والتهديد بالطرد في حال الإصرار على نيل حقوقهم.
محدّثنا أضاف أنّ هناك من اضطرّ سابقا إلى مغادرة العمل دون الحصول على راتبه من بينهم عاملات النظافة بالمؤسّسة تجنّبا للهرسلة والوعيد، ورغم أنّ الوضعية الاجتماعية للبعض منهم حرجة إلاّ أنّ صاحب المؤسّسة لا يكترث ويضرب عرض الحائط الاتّفاقيات الممضاة وقانون الشغل.
الشعنبي أكّد أنّ الاعتصام كان آخر حلّ لهم، وقد اضطرّوا إلى تنفيذه بعد تجاهل الطرف الإداري لمطالبهم المشروعة والقانونية، آخرها ما تمّ الاتّفاق حوله في محضر الجلسة الممضى مع النقابة العامة للإعلام. كما أنّ تحرّكهم سيتواصل إلى حين استرداد حقوقهم وكرامتهم.
النّقابات المهنيّة تتجنّد للدّفاع عن أبناء التّونسيّة
بدعوة من النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والنقابة العامة للإعلام، نفّذت وقفة تضامنية مع المعتصمين بجريدة التونسية يوم 13 ماي الجاري بمقرّ المؤسّسة. وقد حضرها عدد من الصحفيين والصحفيات من مختلف المؤسّسات الإعلامية رفعوا خلالها شعارات تطالب باحترام التعهّدات واحترام كرامة الصحفي. وقصد متابعة الملفّ تمّ تركيز فرع للنقابة الوطنية يضمّ كلّ من جيهان لغماري وإيمان الحامدي والعربي الوسلاتي.
من جانبها عبّرت النقابة العامة للإعلام في بيانها عن دعمها المطلق لأبناء المؤسّسة، مستنكرة التجاوزات الحاصلة في حقوقهم المادية والمعنوية المشروعة، معبّرة عن استعدادها لدعم النضالات القانونية والمشروعة من أجل إنصاف العاملين فيها واسترجاع حقوقهم.
للإشارة فقد توجّه سامي الطاهري الأمين العام المساعد المسؤول عن الإعلام وبلقاسم العياري الأمين العام المساعد المسؤول عن القطاع الخاص باتّحاد الشغل يوم الاثنين الفارط إلى مقرّ التونسية للاطّلاع عن ظروف أبناء المؤسّسة. وقد عبّرا عن تضامنهما مع مطالبهم ومتابعة اتحاد الشغل لملفّهم.