بناء على دعوة منه، التقى عشية اليوم رئيس الدولة وفدا من الجبهة الشعبية. وقد تركب وفد الجبهة الشعبية من حمّه الهمامي، الناطق الرسمي، وزياد الأخضر وزهير حمدي، عضوي المجلس المركزي، وجيلاني الهمّامي، نائب رئيس الكتلة البرلمانية للجبهة الشعبية .
وحضر إلى جانب رئيس الدولة، ثلة من مستشاريه. وقدم رئيس الدولة في هذا اللقاء تقييمه للأوضاع العامة بالبلاد، مبرزا الحاجة إلى معالجتها قبل أن تستفحل الأزمة ويصبح من الصعب التحكم في نتائجها، واعتبر أن المخرج يتمثّل في الاتفاق على جملة من الإجراءات الاستعجالية لتتولى في ما بعد حكومة وحدة وطنية تنفيذها. ومن ناحيته، أكد وفد الجبهة الشعبية أن هذه الأخيرة مدركة للأزمة التي تعيشها البلاد وكانت خرجت من ندوتها الثالثة بـ”مبادرة للإنقاذ والبناء” لمعالجة هذه الأزمة التي تعود أسبابها إلى الاختيارات الخاطئة التي اتّبعتها الأحزاب الحاكمة وأسلوب المحاصصة الحزبية الذي انتهجته.
وشدّد وفد الجبهة أن الأولوية ينبغي أن تعطى لمناقشة الاختيارات والبرامج، موضّحا أن ما يمرّر في البرلمان من قوانين، وما يعبّر عنه من التزامات لصندوق النقد الدولي (رسالة محافظ البنك المركزي ووزير المالية) وما يمارس في أرض الواقع من اختيارات تعمّق الفوارق الاجتماعية وتفاقم البطالة والتهميش وتدهور المقدرة الشرائية لغالبية الشعب وتنتهك السيادة الوطنية، لا يفتح الباب أمام معالجة حقيقية لأزمة البلاد وهو ما يقتضي نقاشا جديا وعميقا.
واتفق الطرفان في نهاية اللقاء على مواصلة النقاش والحوار، وأكد رئيس الدولة من جهته أن الرئاسة ستمد الجبهة الشعبية بوثيقة تحوصل مبادرتها فيما أكد وفد الجبهة الشعبية أن هذه الأخيرة لها بدورها تصوّر ملموس لمعالجة الأزمة وهي على استعداد لمناقشته مع كل الأطراف المعنية في إطار حوار جاد.