قام أحد أعوان البوليس بالاعتداء بالعنف الشديد لفظيا وماديّا على جارته التي تبلغ من العمر سبعين عاما، ما استوجب نقلها على جناح السرعة إلى المستشفى وإيوائها قسم العناية المركزة.
وفي تصريح لـ”صوت الشعب”، قالت السيدة سامية محفوظ وهي شقيقة المتضررة:”كادت أختي أن تفارق الحياة جرّاء هول الاعتداء والترويع الذي مورس عليها من قبل جارها البوليس وزوجته…وكاد قلبها أن يتوقف”.
الاعتداء دون رحمة
وتعود أطوار الحادثة إلى يوم الأحد الماضي، حيث توجّهت السيدة سعاد إلى منزل جارها “البوليس” لتشتكي ابنه الذي تعوّد إزعاج راحة جيرانه وتعمّد الحاق أضرار بباب منزلها، ظنّا منها أنها ستجد آذانا صاغية.
لكنّها فوجئت بردّة فعل جارها الأمني الذي بادرها بالسب والشتم وجذبها بقوة إلى بهو منزله، موصدا الباب، لينهال عليها صحبة زوجته ضربا ولكما وركلا دون مراعاة لسنّها أو لأخلاق الجار.
ودائما حسب نفس المصدر، فإنّ عون البوليس المذكور واصل اعتداءه على جارته المسنّة إلى أن أغمي عليها، ليقوم إثر ذلك بدفعها خارج منزله أين تجمّع عدد من الجيران في محاولة منهم لإنقاذها، “مخاطبا إياهم بشكل فيه الكثير من الغطرسة مستندا إلى ما منحته إياه وظيفته من نفوذ”، وذلك على حدّ تعبيرها.
وتمّ نقلها إلى مستشفى الهادي شاكر وإيوائها قسم العناية المركزة ثمّ قسم القلب والشرايين في انتظار فحصها بآلة التصوير المغناطيسي، خصوصا وأنها تعاني من أوجاع ورضوض في أجزاء مختلفة من جسدها ومن أضرار على مستوى القلب.
وهو ما أكّدته سيرين ابنة السيدة سعاد التي وصفت حالة والدتها الصحيّة بـ”المتدهورة” مضيفة أنّ “قلبها تضرّر… وهي تعاني من آثار نفسيّة” جرّاء حجم العنف والترويع والترهيب الذي طالها على يدي جارها البوليس وزوجته.
العائلة تصرّ على تتبّع المعتدي
وفيما يتعلّق بالتتبّعات العدليّة في حقّ عون الأمن المذكور، قالت سيرين إنّ عائلتها حاولت تقديم شكوى في حقّه لدى إقليم الأمن لكنها لم تتمكّن من ذلك نظرا إلى أنه يشتغل في نفس الإقليم، لتتّجه فيما بعد إلى مركز شرطة آخر. وأشارت إلى أنّ المعتدي مازال طليقا إلى حدّ الآن، بل عمد إلى “تهديد الجيران الذين كانوا شهودا على واقعة الاعتداء الذي اقترفه في حقّ والدتها، مستعملا السيارة الإداريّة.
ورغم ذلك، شدّدت سيرين على أنّ عائلتها مصرّة على تتبّع عون البوليس المذكور قضائيا حتّى ينال جزاء فعلته الشنيعة في حقّ الوالدة المسنّة التي لم تقترف ذنبا سوى أنها تعاملت بمنطق “الجيرة”.
إحساس بالحزن والقهر
ولم تخف محدثتنا إحساسها بالحزن وإحساس إخوتها بالقهر وهم يرون جارهم المعتدي “يصول ويجول بكلّ حريّة” في حين ترقد أمهم العجوز في المستشفى في حالة حرجة. هذا الإحساس بالقهر لم يستثن زوج السيدة سعاد، شيخ الثمانين الذي تمسّك بدوره بحقّ زوجته.
وهو ما دفع العائلة إلى اللجوء، في آخر المطاف، إلى الأستاذ زبيّر الوحيشي الذي بادر، يوم الأربعاء، بتقديم عريضة إلى وكيل الجمهورية وأطلعه على حيثيات واقعة الاعتداء بالعنف الشديد على موكّلته.
القضاء هو الفيصل
الأستاذ الوحيشي، أكّد لـ”صوت الشعب” أنّ عائلة السيدة سعاد التجأت إليه إثر عدم تمكّنها من إيداع شكوى لدى إقليم الأمن وبعد أن تمّت مماطلتهم في فتح تحقيق جدّي.
وأضاف أنه أحاط النيابة العموميّة علما بضرورة أن تتعهّد بالبحث جهة أمنيّة تتّصف بالنّزاهة، مشيرا إلى أنّه كان من الضروري إيقاف عون الأمن المذكور.
وقال الوحيشي:”ننتظر أن تتعامل النيابة العموميّة بشكل جدّي مع هذه القضيّة، وإن تمّ عكس ذلك فإننا سنحمّل القضاء مسؤوليته في التّعاطي مع مثل هذه القضايا”.
لطفي الوافي
www.facebook.com/sawtcha3b/videos/1116780981701039/