خلال مناقشة مشروع ميزانية الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لسنة 2017 يوم الإثنين 5 ديسمبر الجاري، قال هيكل بلقاسم النائب عن الجبهة الشعبية في تصريحه لـ”صوت الشعب” أنّه كان من الأجدر وضع استراتيجية من قبل الهيئة لحلّ مشكلة عزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات.
وأوضح بلقاسم أنّه طالب بضرورة وضع استراتيجية واضحة لأنّه وبعد الاطّلاع على تقارير الهيئة بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2014 اتّضح أنه من نقاط الضعف هو الإقبال الضّعيف للشباب، في المقابل تضمّن تقريرها العام أنّها ستعمل على وضع خطّة لدفع هؤلاء الشباب من أجل المشاركة في العملية الانتخابية لكن دون أن تقدّم توضيحات بخصوص هذه الخطّة العملية.
وأضاف بلقاسم أنّه ونظرا لأنّ هناك مشروع لتطوير الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى إدارة تكون لها فروع في الجهات الداخلية، لهذا فقد كان من الضروري أن لا يقتصر وضع خطّة لحلّ مشكلة عزوف الشباب عن الانتخابات على كاهل الهيئة فقط بل بالتنسيق مع وزارات أخرى على غرار وزارتي الشؤون الثقافة والشباب والرياضة، وتكون أيضا عبر البحث عن طرق جديدة ومبادرات أخرى كالتوجّه إلى الشباب مباشرة سواء في الأحياء الشعبية أو المقاهي أو الجامعات أو أماكن العمل وحتّى تبتعد أيضا عن الغرف المظلمة.
تحديد موعد الانتخابات البلديّة رهين التّوافقات السّياسيّة بين حزبي النّداء والنّهضة
من جانب آخر، اعتبر بلقاسم أنّ عزوف الشباب عن الانتخابات يعدّ مؤشّرا سلبيا ويدلّ على عدم ثقة هذه الفئة في العمليّة السياسية والديمقراطية برمّتها، ولهذا فإذا لم يتمكّن الجميع من إقناع الشباب أنّ الانتخابات هي القاطرة لتغيير واقعهم ومشاكلهم فقد يمثّل عدد منهم هدفا سهلا من قبل ظواهر أخرى.
وفي تعليقه حول عدم تحديد تاريخ محدّد لإجراء الانتخابات البلدية، أوضح بلقاسم أنّه يعود إلى عدم المصادقة على قانون الانتخابات البلدية نظرا إلى بعض الفصول الخلافية على غرار مشاركة الأمنيين والعسكريين في الانتخابات والعتبة والتمويل، كما أنّه ظلّ رهين التوافق السياسي وعدم قدرة حزبي النهضة والنداء على الحسم في تنظيم بيتهم الداخلي، ما أثّر سلبا (تأجيل الانتخابات) على عمل النيابات الخصوصية والبلديات في الفترة الحالية.
كما اعتبر بلقاسم أنّه ورغم أنّ الهيئة تعدّ اليوم مكسبا مهما للشعب التونسي لأنها تمكّنت من القطع مع طريقة إنجاز الانتخابات زمن الديكتاتورية، إلاّ أنّه وحتّى بشهادة مراقبين والهيئة نفسها فقد حصلت إخلالات كبرى خاصة تلك المتعلقة بالمال السياسي وإلى اليوم لم تحدّد آليات الرقابة على تمويل الأحزاب بالشكل الكافي.
وفي ذات السياق طالب بلقاسم بضرورة تحديد تمويل الأحزاب خاصة خلال المواعيد الانتخابية، إضافة إلى مراقبة المؤسسات الإعلامية الخاصة.
فاتن حمدي