التقت “صوت الشعب”، على هامش المؤتمر الثالث لاتحاد الشباب الشيوعي التونسي بمناضلة شبيبة النهج الديمقراطي وعضوة اللجنة الوطنيّة للعمل النسائي بالنهج الديمقراطي والمعتقلة السياسيّة السابقة، وفاء شرف وأجرت معها حوارا حول تجربة اعتقالها وحول التجربة النضاليّة للمرأة المغربيّة في ظلّ ما يشهده المغرب من تصاعد لوتيرة قمع الحريات وخصوصا السياسيّة منها.
كيف كانت مواكبتك لمؤتمر اتّحاد الشباب؟
في البداية أودّ أن أشكر رفاقي ورفيقاتي في اتحاد الشباب الشيوعي التونسي على دعوتهم لي لمواكبة أشغال مؤتمرهم الثالث. وأهنّئهم، بهذه المناسبة، على نجاح أشغال المؤتمر الذي أفرز قيادة شبابيّة جديدة من أجل ضخّ دماء جديدة. أتمنّى النجاح والتوفيق للقيادة الجديدة والمزيد من النضال والصمود.
وفاء شرف، صوت عالي، تجاوزت صدى نضالاتها حدود المغرب، وكانت ضريبة ذلك الاعتقال والتنكيل، فما هو تقييمك لهذه التجربة وماذا أضافت لك؟
بالنسبة إلى تجربة الاعتقال السياسي فقد أضافت لي الكثير ورسّخت لديّ المبادئ والقناعات التي ناضلت ومازلت أناضل من أجلها.
وهذه التجربة، على مرارتها، فقد أكّدت أنّنا نسير على الطريق الصحيح وأننا ورفاقي على حقّ وأنّ مطالبنا مشروعة. وأثبتت أن الدولة المخزنيّة تخشى كلّ صوت حرّ ينادي بالحريّة والكرامة والعدالة الاجتماعيّة.
لقد ذقت مرارة الاعتقال والتعذيب الذي سبقته عمليّة اختطاف خلال مشاركتي في وقفة احتجاجية مساندة لعمّال وعاملات طنجة. وقد تقدّمت بشكاية ضدّ المختطفين، لكنّني تحولت من ضحيّة إلى متّهمة بالوشاية الكاذبة.
وتمّ اعتقالي يوم 10 جويلية 2014 وأصبحت قضيّتي محور نضال وتضامن دولي من قبل الأحزاب اليسارية والتقدمية ومنظمات حقوق الإنسان الوطنيّة والدوليّة.
وفي هذا الإطار، أتقدّم بالشكر من خلال هذا المنبر إلى كلّ من تضامن معي وأخصّ بالشكر رفيقاتي ورفاقي بحزب العمال واتحاد شبيبته الشيوعيّة التونسيّة على تضامنهم المبدئي وغير المشروط مع قضيّتي.
وأنا أقول إنّها ليست قضية وفاء شرف، إنّما قضيّة كلّ نساء العالم وكلّ المناضلات الحرّات.
لم يمض على خروجك من السّجن سوى أشهر قليلة، فماذا وجدت في انتظارك؟
إثر خروجي من المعتقل وجدت استقبالا من رفاقي ورفيقاتي في النهج الديمقراطي وكذلك الجمعيّة المغربيّة لحقوق الإنسان وكلّ التيارات التقدمية والمناضلة.
فواصلت النضال إلى جانبهم، لأنّه لا الاعتقال ولا التعذيب بإمكانه أن يهدم مسيرة نضاليّة وتجربة رسّخت نضالي وقناعاتي.
وبهذه المناسبة، أشكر مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس على تضامنهم معي.
ما هي خصوصيّة النضالات النسويّة المغربيّة وما الذي يميّزها عن غيرها؟
هناك تقارب بين النضالات النسائيّة عموما، لكن في المغرب تعيش المرأة في مجتمع تسوده عقليّة ذكوريّة، تختزل المرأة في دورها المنزلي وتنظر إليها نظرة دونيّة.
ورغم ذلك، فللمرأة المغربيّة تاريخ نضالي كبير وهام، حيث أنها شاركت في كلّ المحطّات النضالية التاريخيّة وكانت من ضمن قيادات حركة 20 فبراير. وهنا أستحضر كذلك شهيدات المغرب على غرار ناجية أدايا.
في المدّة الأخيرة شهد المغرب احتجاجات واسعة عقبت استشهاد محسن فكري، هل ساهمت في تجذير النضال؟
أكيد أنّ هذه الانتفاضة الشعبيّة التي كانت مناهضة “للحقرة” ستستمرّ لأنها كشفت للشعب المغربي الوجه القمعي للدولة المخزنيّة. ستكون أربعينيّة شهيد الشعب المغربي محسن فكري التي تتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان مناسبة جديدة للنّضال ضدّ القمع والاستبداد.
هل هناك تنسيق وبرنامج عمل بين حزبكم وحزب العمال؟
التنسيق بين الحزبين موجود منذ سنوات. هذا بالإضافة إلى التنسيق مع منظمة مساواة في مسائل مختلفة. ونحن في اللجنة الوطنيّة للعمل النسائي نرجو أن يتمّ تأسيس جبهة وطنيّة نسائيّة للدفاع عن حقوق النساء في المغرب. ونريد، في هذا الصّدد أن نستفيد من تجربة منظمة مساواة في تونس ومن تجربة نساء الجبهة الشعبيّة.