على هامش حضوره للمؤتمر الثالث لاتحاد الشباب الشيوعي التونسي، التقت “صوت الشعب” الكاتب الوطنيّ لشبيبة النهج الديمقراطي وعضو الكتابة الوطنيّة للنهج الديمقراطي عبد اللطيف زروال، الذي خصها بتصريح حول مسألة وحدة التنظيمات الشبابية وتنظيمها ووحدة القوى الديمقراطية والثورية وضرورة التحامها بالجماهير. كما تطرّق إلى الوضع السياسي العام في المغرب وحملات القمع التي يشنها النظام ضدّ النهج الديمقراطي وكلّ نفس ديمقراطي وتقدمي.
وفيما يتعلّق بالقواسم المشتركة بين اتّحاد الشباب وشبيبة النهج الديمقراطي، قال زروال إنّها متعددة وتتمثل أساسا في مسألة الوحدة وإعادة تنظيم النضالات النقابيّة الشبابية والطلابية وكذلك التلمذية المرتبطة باليسار الماركسي-اللينيني، وهو ما نجح فيه مناضلو اتحاد الشباب الشيوعي التونسي، خصوصا من خلال النضال النقابي الطلاّبي الذي كان له دور طلائعي مهم خلال الثورة، وذلك على حدّ تعبيره.
ضرورة الوحدة
وأضاف أنّ مسألة الوحدة تظلّ من أهمّ الشعارات التي يرفعها الفصيلان الشبابيان وهي قاسم مشترك، رغم بعض الاختلاف، مؤكدا على ضرورة إعادة بناء منظمة نقابية تلمذية، أو على الأقل إيجاد شكل تنظيمي بالارتباط مع الحركة الطلابية أو بشكل مستقلّ، وهو ما يطرحه اتّحاد الشباب.
ونقطة الالتقاء الثالثة، حسب زروال هي تجربة المعطلين عن العمل، حيث اعتبر أنّ هذه تجربة “الجمعية الوطنية لحاملي الشهائد المعطلين عن العمل” في المغرب كانت طليعيّة وملهمة وكذلك هو الأمر في تونس مع تأسيس اتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل.
وما هو مطروح ومهم اليوم هو تنسيق العمل المشترك وتعزيز وحدة المعطلين في كلتا البلدين.
وعلى المستوى السياسي، عبّر محدثنا عن إعجابه بتجربة تأسيس الجبهة الشعبية، مشيرا إلى أنّ مسألة الوحدة بين القوى الديمقراطية والتقدمية تظلّ ذات أهميّة قصوى لدى مناضلي اتّحاد الشباب الذين يسعون إلى تكريس هذه الوحدة من خلال إطار تنسيقي بين شباب الجبهة الشعبية.
وقال، في هذا الإطار، “إن لم نستطع في المغرب تأسيس جبهة على شاكلة الجبهة الشعبيّة في تونس، فإنّنا كشباب قمنا بتأسيس الاتحاد الديمقراطي للشباب المغربي من أجل قيادة نضالات الشباب وتوحيدها.
الالتحام بالنضال الجماهيري
وشدّد زروال على ضرورة أن ترتبط النضالات الشبابيّة وأهدافها بالنضال الجماهيري والثوري العام وبنضالات الطبقة العاملة التي لها دور رئيسي في عملية التغيير، من أجل تحقيق الحريّة والكرامة والعدالة الاجتماعية وأهداف الطبقة العاملة ووحدة كافة ضحايا النظام الرأسمالي. وهنا يكمن دور التنظيم الثوري القادر على احتضان مطالب الفئات المضطهدة.
سياسة القمع المخزني
وفي جانب آخر، تطرّق عضو الكتابة العامة للنهج الديمقراطي إلى الوضع السياسي في المغرب وإلى سياسة القمع المخزني المنتهجة من قبل النظام الذي وصفه بـ”الاستبدادي والقمعي”. مبرزا أنّ النهج الديمقراطي يعارض بشكل جذري النظام المغربي ويعارض اختياراته السياسية والاقتصادية ويرفض التطبيع والمصالحة والمساومة معه.
وهو ما تجسّد، حسب قوله، في “حركة 20 فبراير” التي واجهت القمع، والتي كان للنهج الديمقراطي دور رئيسي في بلورة شعاراتها وفي تنظيمها، ما دفع النظام إلى شنّ هجوم مضاد كبير على الحركة وعلى القوى الديمقراطية والتقدمية ومن ضمنها النهج الديمقراطي، وشنّ حملات اعتقال طالت ثلاثة رفاق على غرار وفاء شرف التي قضت سنتين في السجن بتهم ملفقة، وأحمد بوعلي وأحمد دهبي الذين خرجوا مؤخرا من السجن.
وأوضح زروال أنّ النظام لم يكتف بذلك بل عمد إلى تشويه المناضلين عبر أبواقه التي تتهمهم بالخونة، نظرا إلى موقفهم من قضية الصحراء، وبالتبعية للبوليزاريو، مشيرا إلى أنّ القمع والتضييق على شبيبة النهج الديمقراطي تواصل من خلال حرمانها من الترخيص القانوني ومنعها من عقد مؤتمرها الأخير في القاعات العموميّة، ما اضطرها إلى افتتاحه في الشارع.
وفي ذات السياق، أكّد أنّ النهج الديمقراطي تعرض إلى حملة قمع واسعة بسب مقاطعته النشيطة للانتخابات، تمثلت في الإيقافات والاعتداءات المتكررة.
النمو الاقتصادي دعاية مخزنيّة كاذبة
وفيما يتعلّق بما هو اقتصادي، قال زروال إنّ ما يتمّ ترويجه حول النمو والرخاء الاقتصادي هو جزء من “الدعاية المخزنيّة الكاذبة ولا أساس له من الصحّة لأن الاقتصاد ظلّ تابعا ومتخلفا ومعظم الشركات المهيمنة على النشاط الاقتصادي هي شركات استعمارية ولا تساهم في النهضة الاقتصادية”. فالمغرب يعاني من ارتفاع المديونيّة وارتفاع نسب الفقر والبطالة ومن أزمة اقتصادية واجتماعية ألقت بظلالها على الوضع السياسي. ويظهر ذلك من خلال المقاطعة العالية للانتخابات.
سخط شعبي متعاظم
وأبرز أنّ الوضع ازداد تأزما من خلال الغليان والسخط الشعبي المتعاظم على سياسات النظام الاقتصادية والاجتماعية، خصوصا إثر استشهاد محسن فكري. وينضاف إلى ذلك التناقضات الداخلية التي يعيشها النظام التي يبرزها تعطلّ تشكيل الحكومة. وهذا من شأنه أن يمثل أرضيّة لحركة ثوريّ.
وقال، في هذا الصدد، “نحن مقبلون على انفجار آخر في المنطقة يتطلب من القوى الديمقراطية والتقدمية والثوريّة في تونس والمغرب مزيدا من التنسيق وتطوير العلاقات وتوحيد الجهود وتبادل التجارب”، مشيرا إلى أنّ الشباب سيكونون صلب هذه المعركة، مشددا على ضرورة الخروج بمبادرة سياسية وبقيادة سياسية ثوريّة للحراك الشعبي والجماهيري.