الرئيسية / صوت الجهات / فاجعة مركب البركة بالمهدية

فاجعة مركب البركة بالمهدية

عاشت مدينة المهدية على وقع مأساة غرق مركب الصيد “البركة” و نجاة بحار وحيد إلى الآن ووفاة ثمانية بحارة و مازال مصير خمسة اخرين مجهولا.

و قد شارك في عملية التمشيط اعوان الحرس البحري و جيش البحر و الحماية المدنية و الصحة و الغابات و المواطنين بتعزيز احيانا من مروحية عسكرية

بسبب تقلب العوامل الجوية و هبوب رياح قوية قرر طاقم المركب العودة الى ميناء الصيد البحري بعد نحو عشرة ايام من العمل في الاعماق . وكان ربان المركب على اتصال مع الميناء الى حدود الساعة الواحدة و النصف حيث انقطعت الاتصالات وظل مصير المركب و طاقمه مجهولا فتم الاتصال ببرج المراقبة بميناء المهدية و من ثم اعلام المنطقة الحرس البحري بالمهدية

عند الساعة الثانية و النصف بعد الزوال,عثر على اول جثة للبحار محمد المهدي بن احمد الغول على شاطئ الخمارة و بعد نصف ساعة ظهر البحار يحيى صفر ابن “الرايس” الذي ظل يقاوم البرد و الامواج و الظلام الدامس طيلة 27 ساعة و هو الان بالمستشفى الجامعي بالمهدية و حالته مستقرة. و من ثم تمكنت وحدات الحماية و الحرس في حدود الساعة الثامنة و النصف من العثور على جثة البحار محمد السوسي ثم في التاسعة و النصف ليلا من العثور على جثتي البحارين خالد المورالي و حسين الزبيدي قبل ان تتمكن في حدود الساعة الرابعة و النصف من فجر يوم الاحد من العثور على جثة البحار حسن صفر ثم العثور على جثتي البحارين فتحي العماري و عبد المجيد حمودة في حدود السابعة و النصف صباحا و عثر على جثة البحار احمد الحفصي يوم الثلاثاء في حدود الساعة الخامسة مساءا ليرتفع عدد الضحايا الى ثمانية فيما ظل بقيتهم و العدد خمسة و هم ناصر الحاج سالم و حسام السبع و خيري الخياط و محمد صفر و محمد علي بن حبيب الغول

نقلا عن الناجي الوحيد فان المركب واجه صعوبات كبيرة في الابحار نحو ميناء المهدية بما ان الرياح العاتية كانت تهب على احد جانبيه حتى ارتطمت به موجة عاتية اولى انقلب اثرها على جانبه الايسر لترتطم به موجة ثالثة و تغرقه مباشرة قبالة سواحل الخمارة ما دفع عدد من طاقمه الى الارتماء في البحر فيما يرجح ان عددا اخر حوصر داخل المركب و هو ما ستكشف عنه عملية الغوص التي من المتوقع ان تجرى الاربعاء 21/12/2016 لتحديد موقع حطام المركب و عمقه و ما اذا كان بداخله جثث بحارة او لا.

لكن فاجعة حادث غرق مركب الصيد البركة المنكوب يفضح ضعف الإمكانيات المادية واللوجستية ما لم تسمح بالتدخل العاجل والناجع لإنقاد البحارة وجعلت عملية البحث غلب عليها الإرتباك والإرتجال كما كشفت الكارثة ضعف السلطة الجهوية في تعاملها مع الأزمات والكوارث فخلية الأزمة لم تباشر أعمالها عند الإنذار بالكارثة بالإضافة أنها لم تخصص نقطة إتصال وتواصل مع أهالي المنكوبين لنتسائل عن عدم تكوين خلية أزمة مركزية تحت إشراف وزيري الفلاحة والدفاع ولم تسخر كل الإمكانيات للقيام بالبحث خاصة وأن المسافة بين موقع غرق المركب وميناء المهدية لايتجاوز عشرين كيلومتر

نورهان بنور

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×