رغم التدهور المريع لصحتهم، مازال المضربون عن الطعام المفروزون أمنيّا يواصلون إضرابهم المفتوح منذ 29 يوما في المقر المركزي للاتحاد العام لطلبة تونس.
وقد دخل إثنا عشر ناشطا من قدماء اتّحادي الطلبة والمعطلين عن العمل في هذا الإضراب بعد أن أدركوا أن وزارة العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني، ومن وراءها وزارة الداخلية والحكومة غير جادّين في إنصافهم وتطبيق الاتّفاق الممضى مع المنظمتين والنواب منذ أكثر من سنة.
وقد عبّر أغلب المعنييّن بالملفّ، ويقدّر عدد بـ 774، في قائمة أولى، وفي القائمة التكميلية التي هي بصدد التحضير، أنّ هذا الملفّ هو النقطة السوداء في مسار العدالة الانتقاليّة، باعتبار أن الثورة قد أنصفت بعض من ظلمهم نظام الاستبداد، وبقي مناضلو المنظمتين الشبابيّتين يعانون منذ سنوات البطالة والتهميش والإقصاء حتى بعد رحيل بن علي.
وحول بعض التصريحات “الرّسمية”، خاصة من الوزيرين مهدي بن غربيّة وعبيد البريكي مفادها أن الملفّ بصدد الحل، ومسألة وقت فقط، أفادنا أعضاء من لجنة الإنصاف، أنّ “هذه الإسطوانة” سمعناها أكثر من مرّة وفي أكثر من مناسبة، ولم نجد بالمقابل غير التّسويف، بل هناك اكثر من مؤشّر لمسناه من خلال سلوك الحكومة يؤكّد نيّة الانقلاب على الملفّ، وإن ليس في أغلبه، ففي بعض أجزائه، فالحكومة تسعى لتقليص عدد المنتفعين بردّ الاعتبار بتعلّات واهية وغير ذات مصداقيّة”.
يذكر أنّ المفروزون أمنيّا يخوضون تحرّكات يوميّة في العاصمة وفي عدّة جهات من أجل الضغط على الحكومة لحلحلة هذه القضيّة، وللتّنبيه للمخاطر الصحية التي قد تهدّد المضربين عن الطّعام، والذين، حسب شهادات طبية كنّا قد نشرناها سابقا، تؤكّد ثبوت أضرار صحّية للبعض منهم.
ش.خرايفي