إثر علم أهالي حي ابن سينا بقرار الحكومة تركيز مركز لرسكلة النفايات بمصب الفضلات القديم، تجمّع العديد منهم أمام مقرّ معتمدية الكبارية يوم الجمعة 3 مارس 2017 احتجاجا على هذا القرار الجائر وقد رفعوا العديد من الشّعارات الرّافضة له ثمّ انتقلوا إلى المكان المزمع تنفيذ المشروع عليه فقاموا بدعوة العمال إلى التّوقّف عن الحفر وتهيئة المكان.
يوم الأحد 5 مارس 2017 كان للأهالي موعد ثان مع الاحتجاج رفعوا خلاله اللافتات والشّعارات الرّافضة للتّفاوض مع أيّ مسؤول وفي حقّهم الشّرعي في بيئة سليمة وقد احتدّت لهجة الاحتجاج مع نائبة من الحزب الحاكم الّتي سعت جاهدة إلى إقناعهم بفوائد المشروع واعتبرت أنّه لا ضرر من إقامته بل هو مشروع تنموي ومُشغّل، كذلك كان الشّأن مع وزير البيئة الّذي حمّله المحتجّون المسؤولية في هذا “الإرهاب البيئي” الّذي تمارسه الحكومة وطالبوا بنقله إلى ضاحية “قرطاج” طالما له فوائد جمّة.
يوم الاثنين 7 مارس 2017 كانت الكلمة الفصل لنائب الشّعب بالفعل الرّفيق أحمد الصّدّيق الّذي ذكر في مداخلته خلال الجلسة العامّة المنعقدة حول تدارس مشاكل الجهات إلى أنّ الأهالي كانوا ينتظرون دار شباب، قاعة رياضة، مركّب صحّي، مكتبة عمومية، مركز بريد كبير، دائرة بلدية وغيرها من المرافق ولكنّ السّلطة ردّت على مطالبهم بتركيز مصبّ للنّفايات. وقد تمّ رفضه بأسلوب حضاري إذ تمّ تمرير عريضة مواطنيّة تجاوزت 8 آلاف إمضاء رافضين هذا القرار، ويُعتبر سكان هذا الحيّ من الطّبقة المتوسّطة والّتي ما زال العديد منهم بصدد خلاص مسكنه وينتظرون مشاريع تقرّب الخدمات لكنّ السّلطة كافأتهم بمشروع “الموت البطيء” لذلك هم يرفضون انتصاب مثل هذا “المركز” بمنطقتهم اعتمادا على حقّهم الدّستوري في بيئة سليمة.
وقد لاقت كلمة أحمد الصّدّيق الصّدى الطّيّب لدى الأهالي لاسيما وأنّ مناضلي الجبهة الشّعبية بالحيّ كانوا ملتحمين بهم ومشاركين بفعالية في هذا التّحرّك الاحتجاجي السّلمي المدني.
الكافي بنمنصور