حاتم بوكسره
عقدت مؤسسة المورد الثقافي ندوة صحفية يوم الجمعة 10 مارس بتونس العاصمة للتعريف بنشاط المؤسسة لدى الرأي العام التونسي والإعلام التونسي، حيث قدم إلى تونس كل من الفنان الموريتاني عبد الرحمان لاهي رئيس المجلس الفني لمؤسسة المورد الثقافي بتونس والمغربي مراد القادري نائب رئيس المجلس الفني وحبيب بالهادي عضو الجمعية العمومية للمورد حوصلة لأهم برامج المورد واستراتيجة المؤسسة داخل المنطقة العربية وفي تونس بالذات.
وعبّر عبد الرحمان لاهي ومراد القادري عن رغبة مؤسسة المورد وحرصها على تدعيم حضورها في تونس، حيث اعتبرا تونس البلد العربي الوحيد الذي كان نجاح عمل المؤسسة فيه متميزا عن البقية. فقد تمّ منذ 14 جانفي 2011 دعم أكثر 40 مؤسسة ثقافية مستقلة وأكثر من 30 فنانا وفنانة تونسيا. وأكّد المتحدّثان أنّ المؤسسة بصدد تدعيم اهتمامها بالمشاريع الموجّهة إلى القطاع الثقافي التونسي بعد النجاح الذي حققته المشاريع المدعومة السنوات الماضية، معتبرين النتائج المحققة حفّزت “المورد الثقافي” والجهات الدولية الداعمة له على إيلاء تونس مكانة خاصة في البرامج المطروحة.
فتح مكتب في تونس ومحاولة إرساء ماجستير السّياسات الثّقافيّة والإدارة الثّقافية مرّة أخرى
كما ذكر المتحدثان أنّ المورد الثقافي الذي انتقل إلى بيروت يفكّر جديا في فتح مكتب له في تونس للعمل على المغرب العربي وشمال إفريقيا بعد أن بعثت مؤسسة المورد “ماجستير السياسات الثقافية والإدارة الثقافية” بالشراكة مع جامعة الحسن الثاني في المغرب وبالتعاون مع جامعة “هيلدزهايم” بألمانيا.
وقد سبق للمورد الثقافي أن حاول بعث “ماجستير السياسات الثقافية والإدارة الثقافية “في تونس، إذ بلغت المفاوضات مع عمداء ومسؤولين عن الجامعات التونسية شوطا متقدما. لكن البيروقراطية وبطء الإدارة التونسية حالا دون حصول تونس على هذا المشروع مقارنة بنظيرتها المغربية التي نجحت في إرسائه ضمن مناهجها العلمية. وقد عبّر المتدخّلون في الندوة عن رغبة المورد في بعث هذا الماجيستير في تونس مستقبلا.
ويهدف ماجستير السياسات الثقافية والإدارة الثقافية إلى بناء جيل جديد من الباحثين، والمديرين الثقافيين، وصانعي السياسات الثقافية، والأكاديميين، قادر على المساهمة في دفع النشاط الثقافي في المنطقة العربية.
تونس بلد الفن: من أهمّ برامج المورد في تونس ودورته الثّانية ستكون في 2018
ويعتبر المورد الثقافي من أهم المؤسسات الثقافية العربية الداعمة للمستقلين منذ 2004 عبر برامجه المتعددة لفائدة الفنانين والمؤسسات الثقافية كما كان له دور كبير في دعم الفاعلين الثقافيين في تونس بعد الثورة من خلال برامجه المختلفة المذكورة أو من خلال برنامج “تونس بلد الفن” بالتعاون مع وزارة الثقافة في 2015 و2016 والذي شمل دعم 30 مشروعا ثقافيا بين فاعلين ثقافيين من القطاعين العام والمستقل.
وقد تمّ إبرام اتفاقية بين وزارة الثقافة التونسية والمورد الثقافي لتدريب كوادر العمل الثقافي بقطاعيه الحكومي والمستقلّ من جميع أنحاء تونس، حيث عقدت 6 ورشات في 6 ولايات شملت 120 متدرّبا، وتمّ اختيار نصف المتدرّبين من بين العاملين في دور الثقافة، وتمّ اختيار النصف الآخر من الكوادر العاملة في القطاع الثقافي المستقل.
وحول اعتزام المورد تجديد هذا المشروع قال “حبيب بالهادي” لـ”صوت الشعب” إنّ المشروع توقّف رغم الرغبة الأكيدة للمورد في تجديده. إلاّ أنّ تعاقب الوزراء بسرعة على رأس وزارة الثقافة حال دون النظر في تجديده. وشدّد بالهادي على أنّ المورد سيطلق الدورة الثانية من “تونس بلد الفن” سنة 2018 بمفرده في صورة لم توافق وزارة الشؤون الثقافية على تجديد الشراكة.
يُذكر أنّ المديرة التنفيذية “رنا اليازجي” (سورية الأصل) لم تتمكّن من الحضور في الندوة الصحفية نظرا لعدم حصولها على تأشيرة رغم أنها كانت مدعوة إلى “ملتقى الشباب العربي والأوروبي” ضمن تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية.
حبيب بالهادي: رفض منح الفنّانين تأشيرات دون أيّ ردّ رسمي
إثر الندوة الصحفية قال “حبيب بالهادي” في تصريح خص به جريدة “صوت الشعب” إنّ مقاييس الحصول على تأشيرة في المنطقة العربية وفي تونس بالذات أصبحت غير مفهومة. إذ رفضت الجهات الحكومية التونسية في جانفي الماضي 11 مطلبا في التأشيرة لفنانين وفنانات من المنطقة العربية قدموا من أجل اجتماع الجمعية العموميّة (سلطة القرار الأولى في المورد). إذ قدّمت مؤسسة المورد عبر وزارة الشؤون الثقافية كالعادة مطالب لتسهيل حصول بعض أعضاء الجمعية العمومية. إلاّ أنّ الوزارة لم تقدّم هذه المطالب إلى وزارة الداخلية كالمعتاد واكتفت بالردّ أن وزارة الخارجية قد رفضت منح التأشيرة لأنّ المؤسسة لها مصدر تمويل مشبوه في حين أنّ البعض من الجهات الدّاعمة للمورد لها مكاتب تشتغل في تونس.
والغريب في الأمر حسب بالهادي أنّ التأشيرات تحصّلت عليها أعضاء المؤسسة بنفس الصيغ المعتادة وذلك في اجتماع مجموعة العمل العربية حول السياسات الثقافية في ديسمبر 2016 والذي ضمّ تقريبا 60 فاعلا ثقافيا من البلدان العربية فما الذي تغيّر خصوصا وأنّ هذه المؤسسة كانت شريكة لوزارة الثقافة التونسية طيلة سنتين، فماذا تغير بين ديسمبر وجانفي؟
ولم يتحصّل ممثّل المورد الثّقافي في تونس “حبيب بالهادي” من السّلطات الرّسميّة إلى هذه اللحظة على أيّ ردّ رسمي حول رفض السّلطات التّونسيّة تسليم التّأشيرات لطالبيها.