بعد الجدل الكبير الذي خلّفته زيارة وفد برلماني إلى سوريا الأسبوع الفارط، قالت مباركة البراهمي النائبة عن الجبهة الشعبية والمشاركة في الوفد في تصريحها لـ”صوت الشعب” أنّ عددا من النوّاب حاليا وبعد عودة الوفد الأوّل عبّروا عن رغبتهم واستعدادهم بدورهم لزيارة سوريا مستقبلا.
وأوضحت البراهمي أنّ زيارة الوفد كان الهدف منها كسر الحاجز الذي فرضته حكومة الترويكا (خاصة حركة النهضة) التي تآمرت على الشعب السوري تنفيذا لأجندات معلومة أساسا منها التنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي يمثّل جزء من المنظومة الاستعمارية.
وفي تعليقها على مدى تنسيق الوفد مع وزارة الخارجية التونسية أو مكتب مجلس نواب الشعب، اعتبرت البراهمي أنّه من حقّ نوّاب المجلس التنقّل لأيّ مكان ولا ينتظرون إذنا من رئيس الجمهورية أو رئيس البرلمان لزيارة أطراف أخرى، مذكّرة بالزّيارات التي أدّاها أعضاء المجلس الوطني التأسيسي لأطراف مسلّحة ليبية وحملوا بعض الجرحى اللّيبيّين إلى المصحّات التونسية، حتّى أنّ نوابا من حركة النهضة (حمادي الجبالي وسمير ديلو) آنذاك وثِّقت زيارتهم من خلال صور مع تلك الأطراف وهم يحملون الأسلحة وإلى اليوم لم نعرف فحوى تلك الزيارات سواء لقطر أو تركيا أو ليبيا أو دول غربية.
وأضافت البراهمي أنّ الوفد الذي شاركت فيه أعلن فور عودته عن فحوى زيارته الذي هدف إلى كسر الحصار وسعيه إلى المطالبة بإعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين كما كانت من قبل، مشيرة أنّ المشاركين في الزيارة ينتظرون عودة رئيس الجمهورية إلى تونس خلال الأيام المقبلة من أجل لقائه ومطالبته بالإيفاء بالتزاماته السّابقة في حملته الانتخابية حول عودة العلاقات بين البلدين.
وكشفت البراهمي أنّ الوفد البرلماني التقى عددا من الجالية التونسية بمقّر القنصلية بسوريا وقد عاينوا مدى الصعوبات والعراقيل التي يعيشونها جرّاء قطع العلاقات بين البلدين، كما أنّ الوفد تحصّل على جملة من المعلومات الموثّقة حول تورّط أطراف تونسيّة نافذة ساهمت في تسفير الشباب إلى سوريا بعد توفير التّسهيلات اللوجستية والمالية لهم (جوازات سفر، تجاوز الحدود عبر تركيا أو ليبيا) وسيتمّ إحالة الملفّات وتلك التي تعهّد الجانب السوري بتقديمها لتونس ثم إحالتها إلى لجنة التّحقيق البرلمانية التونسية على أن تعمل الأخيرة دون تسليط ضغوطات عليها.
كما كشفت البراهمي أنّ الوفد التونسي أكّد للجانب السوري أنّه لا يمثّل الدولة التونسية وهو يرفض قرار قطع العلاقات الديبلوماسية، وفي المقابل لا يملك صلاحيّة ربط العلاقات بين الدّولتين. مضيفة أنّ هذه اللقاءات تضمّنت نقاشات حول ظاهرة الإرهاب والحرب التي تشنّ سواء على سوريا أو تونس.
وذكرت البراهمي أنّ الوفد التقى الرئيس السوري بشار الأسد ونائب الأمين العام لقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي ونائب وزير الخارجية السّورية ومستشارة الرئيس السوري نائب الأمين العام للجبهة التقدمية. كما التقى الوفد في لبنان الرئيس السابق إيميل لحود ومسؤول العلاقات العربية في حزب الله اللذان سهّلا جملة اللقاءات مع القيادات السورية.
– فاتن حمدي