صوت الشعب صوت الحقيقة
على مستوى المضمون، خطاب الباجي لا جديد فيه: حافظ على نفس الخيارات والتوجّهات، فهو في استمراريّة مع الخيارات القديمة، إن على مستوى سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، ولم يتعرّض إلى أداء الحكومة وكأنّها بصدد سلك الطّريق الصحيح. ولم يتعرّض إلى خطورة الوضع، بل استعرض مجموعة من المؤشّرات السلبية وكأن لا يمكن أن يكون هناك أفق آخر. من جهة أخرى، لم يتعرّض إلى الفساد وطرق مقاومته.
على مستوى الأسلوب، تمّ الزجّ بالمؤسّسة العسكريّة في مواجهة التحرّكات الاجتماعيّة، وهو منعرج خطير يذكّر بأحداث مأساوية في التاريخ القريب، زمن بورقيبة (أحداث الخميس الأسود 1978 وانتفاضة الخبز 1984 تحت قيادة الجنرال بن علي). وهنا سيكتسي الجيش صورة “المؤسسة القمعية”، فضلا عن تشتيت قواه في وقت مطالبٌ فيه بحماية الحدود والتصدّي للإرهاب.
فيما يتعلّق بقانون المصالحة، هناك محاولة لفرض التّصالح مع الفساد والاستخفاف بردود فعل المعارضة الديمقراطية والمدنية والرّأي العام الرافض لهذا التمشيّ وهذا القانون سيّء الصيت. وهذا ما يؤكّد انزلاق رئاسة الدّولة نحو الاستفراد بالسلطة التنفيذيّة، والتي ظهرت بمظهر من تأخذ بزمام أمور الحكم وممارسة سلوك نظام رئاسي والتنكّر لنظام الحكم الذي يفصل بين السّلطات.
