انطلاقا من متابعتنا للخطاب، نكتشف دون عناء أنّ قايد السّبسي يعيش حالة هوس بصورة الحاكم الأوحد لتونس، وفي سبيل ذلك، الرّجل يستثمر حتى في الأزمات المتفاقمة للبلاد، وليجمع كلّ السلطات بيده.
لقد أكّد في خطابه الأخير أنّه لا يملك حلولا، وإنّما يستثمر في مشكلات. وأصبح، مثلما حاول إرساله للرّأي العام، هو المسؤول الأوّل عن كلّ ما سيحصل في المستقبل، لأنّ رئيس الحكومة والأغلبية البرلمانيّة وبقية المؤسّسات قبِلت أن تكون تحت إمرته دون موجب قانوني أو دستوري.
بمثل هذا الخطاب، فالرّجل يسدّ ويقطع باب الأمل في حلول اقتصاديّة وسياسيّة واجتماعيّة ممكنة، بل سيُفاقِم الأزمة ويوزّع الإحباط والاحتقان في كلّ الاتّجاهات.