أعلنت الأستاذة راضية النصراوي، اليوم الخميس 24 أوت 2017، خلال ندوة صحفية بمقر النقابة الوطنيّة للصحافيين التونسيين عن إيقاف إضرابها عن الطعام الذي دام خمسة وأربعين يوما. وذلك بحضور ممثلين عن المنظمات والجمعيات الوطنية المساندة والداعية إلى إيقاف الإضراب.
وأوضحت النصراوي أنّ “الرسالة من الإضراب قد وصلت إلى الرأي العام الوطني والدولي” وأن المعركة مازالت متواصلة” وأنّ النضال معيّة من ساندوني سيتواصل بأشكال أخرى وفي إطار أوسع وبمضامين أشمل.
وكان وفد عن المجتمع المدني قد دعا النصراوي إلى وقف الإضراب، في أكثر من مناسبة، خشية على صحتها. كما تتالت دعوات مشابهة من قبل الاتحاد العام التونسي للشغل ومن قبل عديد الحقوقيين والشخصيات الوطنيّة.
وقالت النصراوي:” لقد اضطررت اضطرارا وأنا في هذه السنّ إلى الإضراب عن الطعام لأدافع عن حقّي وحقّ عائلتي، بل حقّ كل مواطنة ومواطن في الأمن والحياة، خاصة حين يكون التهديد معلوما ومباشرا ومعترفا به من السلطات الرسمية، مضيفة” أردت الدفاع عن مفهوم الدولة المدنية والديمقراطية، العصرية والتقدمية، لا دولة العائلة أو الحزب أو العشيرة أو دولة الغنيمة التي انتهى عصره”.
رفع الحماية بقرار سياسي
وإزاء الصمت المتواصل للسلطات الرسمية، التي لم توضح إلى حدود هذه اللحظة أسباب رفع منظومة الحماية الكاملة، وامتناعها عن كشف حجم المخاطر الأمنية التي تهدّد زوجها وعائلتها، اعتبرت النصراوي أنّ قرار رفع منظومة الحماية الكاملة ليس سوى قرارا سياسيّا يستهدف الجبهة الشعبية التي فقدت مؤسسين من مؤسسيها وزعيمين من زعاماتها وهما الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، ويستهدف أيضا كل الحركة الديمقراطية والتقدمية.
وقالت “إنّ التحالف الحاكم ينزع أكثر فأكثر نحو الاستبداد”، معتبرة أنّه يهدد كل مكتسبات الثورة وفي مقدمتها “الحرية التي افتكّها شعبنا بدمه، مضيفة “علينا جميعا أن نتحمّل مسؤوليتنا وألا نترك لهم المجال لكي يعودوا بنا إلى الوراء. فكفى شعبَنا قمعا واضطهادا واستغلالا وفقرا وفسادا وجهلا ومرضا. وكفى شعبنا تضحيات. إنّ أبواب النهوض والتقدم مشرّعة أمام وطننا العزيز، ولكنّ قوى الردة تقوم حاجزا دون ذلك.”
سمير الشفّي: سلامة حمّة الهمامي مطلب وطني
من جانبه توجه الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفّي بالشكر إلى الأستاذة راضية النصراوي لاستجابتها إلى دعوة الاتحاد ومنظمات المجتمع المدني إلى وقف الإضراب وذلك حرصا على صحتها. وقال “إنّ السلامة الجسديّة لحمة الهمامي هي مطلب وطني باعتبار أن سلامة الشخصيات الوطنيّة من سلامة الوطن واستقراره وأنّ أي مساس بها هو ضرب لأمننا القومي”، داعيا إلى ضرورة أن “ترتفع الأصوات من أجل إعادة النظر في مسألة تغيير المنظومة الأمنيّة للناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبيّة”.
وهو ما ذهب إليه رئيس الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان جمال مسلم الذي رحّب بإعلان الأستاذة النصرواي وقف إضرابها عن الطعام نظرا إلى المضاعفات الصحيّة الخطيرة التي قد يخلفها الإضراب.
جمال مسلّم: حماية ناجعة تشمل الأنشطة الرسمية والخاصة
وشدّد مسلّم على ضرورة أن تشمل الحماية الأمنيّة لحمّة الهمامي الأنشطة الرسميّة وكذلك الخاصة وأن تكون هذه الحماية ناجعة، موضحا أنّه “لا يجب ترك فراغات أمنيّة قد تؤدي إلى اغتيالات سياسيّة”. مشيرا إلى أنّ “أي اغتيال سياسي ستكون نتائجه وخيمة على الانتقال الديمقراطي وعلى استقرار البلاد وأمنها”.
وأوضح مسلّم أنّه كان ضمن وفد المجتمع المدني الذي طرح مسألة الحماية الأمنيّة لحمة الهمامي على رئيس الدولة ووزير الداخلية.
ويضم الوفد، المساند لراضية النصراوي والداعي إلى فكّ إضراب الجوع، كلّ من رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان جمال مسلّم ورئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطية منية بن جميع و رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية عبد الرحمان الهذيلي والمناضلة الحقوقية، الكاتبة العامة السابقة للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، خديجة الشريف.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الأستاذة راضية النصرواي قد دخلت في إضراب عن الطعام منذ يوم 11 جويلية المنقضي احتجاجا على عدم إجابة كلّ من رئاستي الجمهورية والحكومة ووزارة الداخلية عن استفسارها وطلبها توضيح الأسباب الكامنة وراء رفع المنظومة الأمنيّة الشاملة والكاملة عن زوجها، الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبيّة حمّة الهمامي وتغييرها بمنظومة غير ناجعة ولا توفّر الحماية اللازمة.
لطفي الوافي