صوت الشعب صوت الحقيقة
حول “الفصل 36 من قانون الميزانيّة” وانسحاب كتلة حركة النّهضة أثناء التّصويت، كتب النّائب عن الجبهة الشعبيّة هيكل بلقاسم ما يلي:
“جاء هذا الفصل بموافقة أغلبية أعضاء لجنة المالية التي تتمثّل فيها حركة النهضة بأغلبية مطلقه مع حليفها نداء تونس، بينما لا يمثل الجبهة الشعبية إلا النائب منجي الرحوي. وعليه فَلَو أراد نواب النهضة التصدي لهذا الفصل وإسقاطه قبل الوصول الى الجلسة العامة لتمّ لهم ذلك، وقد فعلت ذلك سابقا في فصول وقوانين بأكملها ….
هذا الفصل أيضا اقتنعت به الحكومة بكامل أعضائها، بل ودافع عنه وزير المالية أمام اللجنة والمجلس. علما أنّ مجلسا وزاريّا خصّص للنظر في العجز التجاري المتفاقم مع أهمّ الشركاء التجاريّين لتونس، وقد اعترف زياد العذاري وزير التجارة السابق بأن العجز التجاري مع تركيا في السّنوات السبع الأخيرة بلغ حدًّا خطيرا استنزف رصيدنا من العملة الصعبة وأضرّ بمؤسساتنا الوطنية وخاصة في قطاعي النسيج والأحذية…
هذه الإجراءات الجبائيّة الحمائيّة كانت أيضا مطلبا ملحّا من الفاعلين الاقتصاديّين التونسيّين وخاصة أصحاب المؤسسات المصنّعة لبضائع منافسة للبضائع التركيّة، وهدّدوا بغلق ما تبقّى من مؤسسات مشغّلة لآلاف من اليد العاملة ما لم يتم حمايتهم من التّوريد العشوائي…
إذا حركة النهضة كانت على علمٍ بهذا الفصل، بل أنا مقتنع تمام الاقتناع بأنّها لا تملك الحجّة للوقوف ضدّه وهي في ذات الوقت ملتزمة مع حليفها الايديولوجي أردوغان ولا تستطيع التصويت على قانون يحدّ من مشروع التوسّع والهيمنة لتركيا الإخوانية…
إذا لم يكن انسحاب النهضة عند التصويت على الفصل 36 من قانون المالية سوى مسرحية سيّئة الإخراج ضعيفة النصّ …
أمّا من يهاجم الجبهة الشعبية ويتّهمها بالعداء الإيديولوجي لتركيا “الإسلامية” مقابل مهادنة القوى الغربية كالاتحاد الأوروبي أو أمريكا، فما عليهم، وبكل لطف، إلّا مراجعة مواقف الجبهة ومداخلات نوابها في البرلمان المناهضة لسياسة التداين والاقتراض والتبعيّة لحكومات الغرب الاستعماري، وبقليل من الموضوعية سيكتشفون انسجام الجبهة خطابا وممارسة واتّساق مواقفها دفاعا عن تونس وكرامة شعبها.
ملاحظة أخيره:
الجبهة ستصوّت ضد قانون المالية بكامل فصوله لأنّه ضدّ الوطن والشعب… فكيف ستصوّت النهضة؟”
يذكر أنّ الكتلة النيابية لحركة النهضة قد اسنحبت من جلسة مساء الخميس، احتجاجًا على فصل قانوني يفرض “معاليم ديوانية” على السّلع التركية.
