للأسبوع الثاني على التوالي، تعاني التّجمعات السكانية الآتية : بئر الوصفان وأحوازها، المناصرية، الحسينات، أولاد الحاج، العوادنية، بئر الفيض وقرية الرماضنية التابعة لمعتمدية الشراردة من الانقطاع المتواصل للماء الصالح للشراب. وقد توجّه صبيحة الثلاثاء25 جوان 2019 عدد من أهالي هذه المناطق صحبة النائب عن الجبهة الشعبية طارق البراق إلى مقر الإدارة الجهوية للشركة التونسية للكهرباء والغاز للمطالبة بإيجاد حل جذري للمشكل. وللتذكير فقد أحيل السنة الفارطة عدد من شبّان هذه المناطق على المحاكمة فيما عرف ب”محاكمة العطش” على خلفية احتجاجات طالبوا فيها بحقّهم الدستوري في الماء الصالح للشراب.
ويمثّل الانقطاع المتكرّر للمياه الصالحة للشراب أبرز المعضلات التي تعاني منها مناطق متعدّدة من ولاية القيروان بشكل متواصل فهذه الولاية التي تمتلك مائدة مائية غنيّة تستغلّها الولايات المجاورة وخاصة الساحلية وتعبّأ بها مسابح النزل على حساب الحياة الكريمة للمواطنين.
كما أن أغلب المناطق ،باعتبار عدم ربطها بشبكة الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه، تعيش تحت رحمة الجمعيات المائية: هذا الملف الذي يعرف مشاكل عدّة وتشوبه ملفات فساد أمام تنصّل كلّي للسلط الجهوية من دورها. فمنطقة العنق – خيط الواد من معتمدية حفوز تعيش منذ 8 أشهر دون ماء صالح للشراب بسبب إشكالات المجمع المائي، كما تعرف منطقتا سيدي محمود وفج الرويسات التابعة لمعتمدية الشبيكة منذ سنوات فترات انقطاع متكرّرة للمياه بسبب مشاكل الجمعيات المائية، آخرها منذ أسبوع وبسبب نفس الإشكال تجد منطقة وادي الجحل من معتمدية حاجب العيون نفسها دون ماء صالح للشراب منذ ما يزيد عن 3 أشهر.
مع العلم أن مناطق شاسعة من الولاية هي دون ماء صالح للشراب، في ظلّ غياب ربط مع الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه وغياب الجمعيات المائية كحل وقتي. فعلى سبيل الذكر لا الحصر، يتنقل أهالي منطقة زغدود من معتمدية الوسلاتية 10 كيلومترات يوميا للحصول على كميّات قليلة من الماء تسدّ عطشهم.
العطش جريمة دولة في حقّ مناطق بأكملها من ولاية القيروان، جريمة تمارس على الأهالي لسنوات متتالية وفي ظل غياب إرادة سياسية وتملّص السلط الجهوية من حل المشكل فإن صرخات العطش التي تتعالى هنا وهناك تنذر بانتفاضة العطش.
ألفة بعزاوي