انتظمت الدورة الثامنة من اللقاء الدولي للطلبة الرسامين على امتداد خمسة أيام من 9 إلى 14 جويلية المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بسيدي بوسعيد وهو لقاء دولي دأب على تنظيمه ديوان الخدمات الجامعية للشمال كل سنتين، تحت إشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا وقد اختار الديوان فضاء مميزا في معماره وهندسته وألوانه إضافة إلى وجوده في منطقة سياحية، ليكون مسرحا لهذا اللقاء في برمجة ثرية ، تحت عنوان “مرايا وزخارف”، بمشاركة 120 طالب منهم 7 وفود أجانب من أندونيسيا وفلسطين نيجيريا و السودان وغمبيا والجزائر والمغرب وباقي المشاركين من طلبة معاهد الفنون والحرف من مختلف جهات الجمهورية.
و تضمنت البرمجة تنظيم خمس ورشات رسم بالمعهد، تمثلت في ورشة الرسم التجريدي، ورشة البورتريه، ورشة المنمنمات ورشة الفسيفساء وورشة التصوير الفوتوغرافي وتضمن برنامج الدورة، في جانبه الترفيهي، زيارة أماكن سياحية مثل قليبية وقمرت ومتحف قرطاج الاثري والمدينة العتيقة بتونس ويعد هذا اللقاء فرصة للتلاقي والتعارف والتلاقح الثقافي وتبادل الخبرات على مستويين الأول على مستوى التقنيات والأساليب التشكيلية المعتمدة.
والثاني على مستوى التثاقف وعلاقة التأثير والتأثر على المستوى المعرفي والأكاديمي من خلال احتكاك الطلبة والتفاعل فيما بينهم والعمل الممارساتي الميداني الإنشائي للوحة الفنية خصوصا ورشة الفسيفساء التي لا تدرس بمعاهد الفنون كما تضمنت البرمجة أيضا استضافة الفنان التشكيلي التونسي علي الزنايدي وإقامة معرض للوحاته داخل المعهد في افتتاح الدورة والحديث عن تجربته التشكيلية أمام الطلبة وكما تضمنت البرمجة زيارة لورشة الفنان التشكيلي العصامي رؤوف قارة بقليبية والتعريف بتجربته التشكيلية والإنشائية للعمل الفني بشكل مباشر.
خمسة أيام من الفن والإبداع في عالم الألوان والأصباغ والتلصيق والطباعة. وحملت مخرجات هذه الدورة أبعادا فنية جمالية و رؤا وتنوعا في التقنيات التشكيلية لدى الطلبة عبر توظيف الزخارف العربية الإسلامية والخط العربي بأبعاده الفنية الجمالية وتوظيف أشكال لها ارتباط بالمعمار والمدينة العتيقة من أبواب وأقواس وأعمدة وقباب و بورتريهات متنوعة لشخصيات تاريخية وأعمال أخرى تجريدية.
حيث نستجلي منها ذاك الإنفلات والمغامرة التشكيلية الخاصة بكل طالب نحو عوالم أخرى تخييلية أكثر من مائة وعشرين لوحة أثثت معرضا متنوعا ولوحات جدارية بفضاء المعهد رسمتها أنامل الطلبة الرسامين ليتركوا بصمة فنية إبداعية باشراف إشراف وتأطير خمسة أساتذة على الورشات.
واختتم هذا الملتقى بتكريم الوفود الأجانب وتوزيع شهادات تقدير في جو احتفالي، تخللته وصلات موسيقية راقصة و تجدر الإشارة إلى ضرورة سعي إدارة هذا الملتقى إلى توسيع دائرة الورشات الفنية كورشة لفن النحت وفن الخزف في ملتقيات قادمة وتعميمها على باقي ولايات الجمهورية في إطار سياسة اللامركزية الثقافية.
الأستاذ والرسام الهادي خذير