صدر حديثا للشاعر وليد الزريبي ديوان شعر جديد بعنوان «احنا الّي ضربونا بالرش» وهو سابع اصدار للشاعر منذ 2001 تاريخ صدور ديوانه الأول «أزمة الضياع».
ويتناول الزريبي في ديوانه الجديد كما هو واضح من خلال العنوان «أحداث سليانة، أو «أحداث الرش» مخصصا لها أكثر من قصيدة لعل من أبرزها فاتحة الديوان «سليانة… سيرة وطن» حيث يقول:
في خروجك الكبير
أحبّك أكثر
وهي كلمات يستحضر من خلالها الشاعر خروج أهالي سليانة من المدينة وذلك مباشرة بعد «أحداث الرش» التي خير الأهالي على اثرها مغادرة المدينة عن البقاء فيها تحت حكم حركة النهضة.
ويواصل الشاعر استحضاره لأحداث سليانة في قصيدة «برج الرش» قائلا:
لا حظّ لك هذا اليوم
فأسعد بغدك المنتظر
وفكّ يأسك من أمسك
وقال :
ليتني لم أكن
ويكتمل مشهد الأحداث في قصيدة «جوقة العميان» او جوقة ضحايا الرش الذين فقدوا البصر ولكنهم لم يفقدوا البصيرة:
نريد الحياة
بقدر النشيد…
نريد الحياة
بقدر الشهيد…
نريد الحياة
بقدر الحياة…
وفي قصيدة «سليانة المغتصبة» يختم الشاعر صورته برسم حقيقة ما تعرضت اليه المدينة واصفا إياها بالفتاة الصغيرة المغتصبة:
قولي للذي يغتصبك الآن
إنك مازلت صغيرة
ومن سليانة يخفق قلب الشاعر للوطن الأم الكبرى التي لم تسلم بدورها من أذى السلطان أو «الخليفة» ومن الوطن يستحضر ضحايا نظم الاستبداد والفاشية الدينية سواء داخل البلاد او خارجها فيتوجه الى الشاعر محمد العجمي القابع في السجون القطرية:
في تونس أو في قطر
كلماتنا ليس لها وطن
أعراب
وأغراب
وذئاب
وذباب
وغلمان
وكلاب ينهشها الحجر…
عشرون قصيدة لم تستوعب على بلاغتها وكلماتها العميقة وصورها الشعرية وسعة الخيال فيها عذابات الشاعر وليد الزريبي الذي أبى ان يكتفي بما كتبه فامتد خياله لرسم غلاف الديوان الذي صممه الفنان التشكيلي حسن مصدق فارضا صورة خروج أهالي سليانة من المدينة بعد أحداث الرش. وحتى يكون صادقا فيما كتبه لم يتردد الشاعر حتى في كشف هويته الشعرية ـ الايديولوجية: أنا لست محايدا ولن أكون.