الرئيسية /
منظمات /
أخبار /
الجامعي والمفكّر التّونسي عمر الشارني لـ”صوت الشّعب”: الطّبيعة مازالت موطن خوف وتهديد للإنسان
الجامعي والمفكّر التّونسي عمر الشارني لـ”صوت الشّعب”: الطّبيعة مازالت موطن خوف وتهديد للإنسان
تعيش الإنسانية وضعا وبائيّا حصد إلى الآن عشرات الأرواح رغم تطوّر المعرفة الصحية والاكتشافات العلمية وتطوّر التقنية الطبية. وإذا كان هناك عدد مهمّ من البشر لم يصدّقوا الأمر في البداية نظرا لكون العدو خفيّ، فإنّ المطّلعين على تاريخ البشرية يعرفون جيدا معنى الوباء والمخاطر والخسائر التي يحدثها قتلا وهلعا وخوفا وتهديدا لمصالح الناس في عدة أمكنة. وإذا كان علماء الأوبئة والأطباء ومخابر البحث وغيرهم منشغلين بمنهجية علمية في البحث عن لقاح وعلاج لوباء الكوفيد 19، فإنّ الفكر الفلسفي بدوره يحاول أن يُقدّم ملاحظاته واستنتاجاته الأولية، المُهمّة للبشريّة جمعاء.
في هذا الإطار قال الجامعي والمفكّر والمختصّ أكاديميا في الفلسفة العقلانية عمر الشارني لـ”صوت الشعب” إنّ الطبيعة ما زالت موطن خوف وتهديد للإنسان. وهو ما يفنّد آراء أولائك المتحاملين على ديكارت لأنه دعا إلى أن نكون، بالعلوم وتقدّمها، بمثابة أسياد للطبيعة ومالكين لها. ونرى اليوم أننا ما زلنا بعيدين كلّ البعد عن هذا الهدف. مضيفا أنّه فما من شك في أننا تملّكنا بعضا من أجزائها أو من جوانبها، ولكننا ما نزال نجهلها في عمقها. والدليل على ذلك جهلنا بما تُمطرنا به من حين لآخر من الغوائل مثل الأمراض والبراكين والهزّات الأرضية. ويدلّ كل ذلك على أنها لم تخلق للإنسان.
من جانب آخر اعتبر الشارني أنّ التقدم العلمي والتطوّر التقني قد حادا عن الهدف الذي رسمه لهما الفلاسفة والعلماء والذي يتمثل في تسخير الطبيعة للإنسان لحمايته من هذه الغوائل. فعوضا عن تحقيق هذا الهدف، فُرض على العلم والتقنية أن يكونا خادمين لا للإنسان، بل لرأس المال وتكديس الأرباح. فنحن اليوم نرى أكواما من الآلات التي لا فائدة منها سوى أنها تفتح المجال لأصحابها كي يصبحوا أثرياء، أحيانا على حساب الإنسان ذاته، وعلى حساب صحّته ومستقبله وأمنه ومعرفته الخ.
كما أكّد الشارني أنّ الإنسان كائن ضعيف ومهدّد وعلينا أن نحميه من الغوائل بما نملك من علم وتقنية ونسخّرها له لا لجمع المال وتكديس الأرباح.”
لطفي الهمّامي
2020-04-08
إلى الأعلى