الإطلالات المخيفة
منذ الأيام الأولى لظهور وباء “الكورونا” ببلادنا نشط الخطاب الرسمي للحكومة ولمجمل ممثلي البورجوازية الكبيرة إلى الاستحضار الديماغوجي التعبوي لمقولات “التضحية” و”وحدة الصفوف” تحت اليافطة الكبيرة المعروفة “الوحدة الوطنية”.
فالتضحية كانت على الدوام وخصوصا زمن الأزمات والشدائد في المنظور الطبقي البورجوازي غلافا للتنصل من المسؤولية ورمي كل الأعباء أو جلّها على الكادحين والشغالين وغيرهم من المعطلين والمهمّشين. أما الوحدة الوطنية فهي الغلاف السياسي للتمويه والخداع بما يضمن من جديد لأصحاب الثروات الكبيرة مزيد الربح وتنمية ثرواتهم على حساب صحة العمال وعموم الشعب.
وفي ما يلي عينات لا أكثر ولا أقل من مضمون الإطلالة المستهترة لتلك الوجوه التي وجدت الجرأة للتعبير العلني لما يدور على نطاق واسع في الخفاء والمكاتب المغلقة:
– السيد سمير ماجول رئيس منظمة اتحاد الصناعة والتجارة: لقد اقترنت تصريحات رئيس منظمة الأعراف بحدة كبيرة ليس فقط في الدفاع عن منظوريه وإنما التعدي السافر على القطاع العام والدعوة صراحة إلى الخروج النهائي للدولة ويذهب أكثر من ذلك إلى ذكر أمثلة (الدخان؛ تونس الجوية؛ الشركة الوطنية للمياه…).
– السيٍد طارق الشريف رئيسم منظمة “connect”: مثّل ظهور الأخير في أكثر من مناسبة محلّ جدل واسع بالنّظر إلى دعواته الموغلة في الخصخصة وتصفية القطاع العمومي وفق ميولاته الفكرية والاقتصادية الليبراليّة الموغلة المتوحّشة.
وفوق ذلك أخذ على عاتقه التهجّم على الموظّفين والأجواء في القطاع العمومي ملمّحا إلى ضرورة الخصم من الأجور في هذا الوقت.
– الدكتور بوبكر زخامة رئيس غرفة المصحّات الخاصّة: في الوقت الذي يعيش التونسيون والتونسيات قلق مخاطر توسّع انتشار الكورونا وفي ظلّ تعالي الأصوات بضرورة إخضاع القطاع الصحّي الخاص لإسناد القطاع العمومي المنهك والمتآكل،
في هذه الظروف العسيرة يعبّر الدكتور صراحة عن رفضه هذا الإسناد واشترط تولّي وزارة الصحة العمومية تسديد أجور العاملين بالمصحات وكلفة الأدوية.
فعلى حدّ تعبيره المصحّات لن يدخلها المريض بالكورونا إلا بعد وضع مبلغ يتراوح بين 10مليون و20 مليون م.
أكثر من ذلك فقد طالب الحكومة بدعم هذا القطاع المتضرّر على حدّ زعمه!!!!!
عمار عمروسية
2020-04-12
إلى الأعلى