هل يعانق أسرى الاحتلال نسمات الحرّية؟
يقبع حوالي خمسة آلاف سجينٍ فلسطيني في معتقلات الاحتلال الصهيوني، تُجمع كلّ بلاغات وبيانات المنظمات الحقوقية المحلية والعربية والدّولية على تردّي أوضاع حجزهم وافتقارها لأبسط شروط الصحة والسلامة التي أدّت في مناسبات عديدة إلى استشهاد العشرات وإصابة أعداد كبيرة منهم بأمراض خطيرة مُزمِنة انتهت أحيانا إلى إعاقات جسدية دائمة.
ومن الأكيد أنّ تلك الظروف قد ساءت وتفاقمت نتيجة انتشار جائحة الكورونا في الأراضي المحتلّة ولجوء سلطات الاحتلال الغاصب إلى إجراءات تنكيل وعقابٍ همجي طال المئات من الأسرى الفلسطينيين الذين بادروا إلى تنظيم تحركات مطلبية قابلتها السّلطات السّجنية بمنع مواد التنظيف وزيادة الاكتظاظ في الغرف!!!
بالتّوازي مع هذا التّدهور وتزايد المخاطر على حياة المعتقلين تناقلت وسائل إعلام عربيّة وعالمية أنباء مفاوضات حول صفقة تبادل أسرى بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينيّة، وتحديدا حركة حماس.
دون شكٍّ مثل هذا الحديث ليس بالجديد. غير أنّه هذه المرّة يبدو أكثر جدّية وقابليّة للتّنفيذ لاعتبارات عديدة يمتزج فيها السياسي بالاقتصادي وتتقاطع فيها الكثير من الحسابات الإقليمية والدّولية.
فالحديث عن صفقة اليوم جاءت من الطّرف الفلسطيني ومن فمِ الرّجل القويّ في “حماس” ونعني “يحي السوار” الذي قال “نحن عرضنا التبادل والمفاوضات جارية ومستعدّون لكلّ الاحتمالات بما فيه إجبار ملايين الصّهاينة على ملازمة الأقبية والجحور…”
وفي الجهة المقابلة أضحى الموضوع محلَّ نقاش علني في الفضائيات الصهيونيّة والجرائد (القناة 12، معاريف…) أكثر من ذلك فوكالات أنباء عديدة نقلت أخبارَ اجتماعات مطولة للحكومة الصهيونية وهيئة أركان الجيش حول الموضوع ذاته.
ومن نافل القول إنّ إتمام مثل هذه الصفقة خاضع إلى موازين قوى واعتبارات عديدة منها خاصة حجم الأوراق التي يملكها الطرف الفلسطيني.
فبالعودة إلى آخر صفقة منجزة نجد إنّ المقاومة اليوم في حال أحسن، فحينها لم يكن تحت يدها سوي جثة الجندي “شاليط” في حين انها اليوم ممسكة باسيرين على قيد الحياة ومثلها جثث.
والحقيقة أن أوضاع المقاومة اليوم خصوصا العسكرية أفضل من سنة 2014 ممّا يجعل التفاؤل كبير بأن تكون حصيلة الصفقة أفضل من تلك التي تمت في 2014 خصوصا والعدّو غارق في أزماته السياسية والاقتصادية تحت وطأة الآثار المتزايدة لانتشار وباء الكورونا.
عمار عمروسية
2020-04-13
إلى الأعلى