جائحة كورونا مناسبة أخرى لتكريس التطبيع الأردوغاني
يوما بعد يوم تتكشف حقيقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الملتبسة لدى بعض مُريديه ومن لهم غشاوة على عقولهم، حقيقة تطبيعه مع الكيان الصهيوني. ففي الوقت الذي يسعى أن يقدّم نفسه كمدافع أوّل على القضية الفلسطينية وعلى شعبها، نجده في الخفاء، وأحيانا في العلن، أكبر المطبّعين والمتذيّلين لتلّ أبيب.
وقد اختار توقيت هذه الأزمة العالمية – كورونا- ليجعل من علاقاته مع الكيان الغاصب أمرًا مكشوفا، فقد قامت الحكومة الإخوانية في الأيام الأخيرة بتزويد الكيان الصهيوني بمعدّات طبّية (أقنعة للتنفّس الاصطناعي وبدلات وقائيّة وقفازات مُعَّقمة…) لمساعدتها في مقاومة تفشّي وباء كورونا. وقد أشارت وكالة أناظول أنّ هذه المساعدات كانت في إطار “صفقة” حيث يتمّ “السّماح” بتمرير مساعدات مماثلة إلى الشعب الفلسطيني المُحاصر. غير أن مسؤولين صهاينة كذّبوا هذه التصريحات مؤكّدين أن هذا التعامل كان تجاريّا “إنسانيّا” بين أنقرة وتل أبيب.
ولم تكن هذه المعاملات التّجارية إلا قطرة من بحر العلاقات الممتدّة بين الطرفين. فقد كشفت عدّة تقارير أنّ تدفّق السّياحة الإسرائيلية نحو تركيا سجّلت أعلى أرقامها سنة 2019 حيث بلغ عددهم أكثر من نصف مليون سائح، مسجِّلا بذلك ارتفاعا يفوق 25%.
ومن المنتظر أن يبدأ الطّرفان جولةَ تفاوضٍ حول مدِّ أنابيب الغاز من الأراضي المحتلّة في اتّجاه أوروبا عبر المياه الإقليمية التّركية.
وبالعودة إلى هذه “الإمدادات” الأخيرة بالمساعدات الطبّية لمجابهة مخاطر وباء كورونا، من المهمّ تسليط الضّوء على أنّ غزة، التي تقبع تحت الحجر الصهيوني القصريّ الذي يتواصل للسنة الرابعة عشر على التوالي، هذا الحجر الذي فرضته سلطات الاحتلال الصهيونية منذ 2006 أمام صمت وتواطئ المنتظم الأممي وأغلب الأنظمة العربية.
علاء الدين الجامعي
2020-04-14
إلى الأعلى