هل تخلت شركة فسفاط “قفصة” عن أبنائها في زمن الكورونا؟
في خضم تفشّي فيروس كورونا بالحوض المنجمي خصوصا في كبرى مدنه “المتلوي” التي سجلت إلى حد الآن 4 إصابات، من بينهم إطار بشركة فسفاط قفصة، وكذلك في ڨفصة الجنوبية التي وصلت حالات الإصابة بها إلى 18 حالة حتى كتابة هذه الأسطر ووصفت جلّ الحالات بأنها أفقية وسط أوضاع مزرية وفقر مدقع تعيشه الجهة بشكل غير مسبوق رغم أنها تضخّ أموالا طائلة في خزينة الدولة. إلاّ أنّ الحكومات المتعاقبة تنكّرت للجهة وأمعنت في تهميشها طيلة عقود.
وتعتبر شركة فسفاط قفصة من الشركات العملاقة بالبلاد التي تقدّر ميزانيتها بمئات المليارات، إلاّ أنّ أبناء ڨفصة المنكوبة جراء التهميش والتفقير الممنهجين وبفيروس كورونا يرون أنّ هناك تقصير مفضوح من الشركة المذكورة وأنها لم تتّخذ أيّ تدابير أو إجراءات وقائيّة لعمالها وموظفيها، ولم تساهم في التدخل لإنعاش الحوض المنجمي، بل لم تقم حتى بتهيئة المستشفى الجهوي الحسين بوزيان بڨفصة وبقية المستشفيات المحلية التي تعاني عدة نقائص فادحة أو توفير اجهزة طبية وقائية تساعد الإطارات الطبية وشبه الطبية في مجابهة هذا الفيروس القاتل الذي عصف بڨفصة وبالحوض المنجمي وعمّق الجراح وأصبح يهدّد حياة الأهالي بجلّ مناطق الولاية.
في المقابل تقول الشركة أنه ومنذ انطلاق تفشّي الوباء تفاعلت إيجابيا مع الوضع المستجد وقامت بعديد الإجراءات والتدابير سواء داخل الشركة عبر توفير وسائل التوقّي لأعوانها أو خارجها دون تسويق إعلامي لهذه الإجراءات على اعتبار أنّ ذلك يُعدّ واجبا تقتضيه متطلبات المرحلة من جهة وتفرضه مسؤوليتها المجتمعية.
رضا جلولي
2020-04-16
إلى الأعلى