بقلم الطاهر شقروش
انهزمت النهضة وغادرت مرغمة الحكومة وغير مأسوف عليها. وتمت المصادقة على دستور جديد، أحتوى أهم المبادئ الديمقراطية سواء ما تعلق منها بالحقوق والحريات أو بنظام الحكم.إنه دستور يتوافق مع طبيعة المجتمع التونسي و ومستوى التطور الذي بلغه. هذا الدستور يعكس المطالب الجوهرية الديمقراطية التي ناضلت من أجلها قوى الحرية والتقدم منذ تأسيس أول منظمة ديمقراطية معارة في بدايات الستينات.
لم تكن للنهضة وربيباتها( التحرير،السلفيات العلمية والجهادية..)علاقة بهذه المبادئ لقد كانت تعتبر الديمقراطية منهجا ونظام حكم يجسد الكفر مثلها مثل حزب التحرير وأنصار الشريعة. بحجة أن الحاكمية لله وأن لا حاجة لدستور لأن القرآن هو الدستور، لذلك لم ترفع هذه المطالب وحينما اشتد عليها القمع، طالبت بالحرية لنفسها فقط حتى سنة 2005.
لم تهبنا النهضة دستورا ديمقراطيا ولا غادرت الحكومة من تلقاء نقسها.
إن الجماهير الغفيرة التي تدفقت على ساحة باردو تنديدا باغتيال المناضل الشهيد الحاج محمد البراهمي واحتفالا بنصف سنة على اغتيال الرفيق ارمز شكري بالعيد ودفاعا عن مكتسبات المرأة هي من أهدتنا هذا الدستور.
أن توحد القوى التقدمية والديمقراطية وتماسكها رغم كل المناورات والمؤامرات هي الصخرة التي تكسرت عليها إرادة الطغيان والاستبداد التي أظهرتها النهضة وربيبتها وخاصة حزب المؤتمر ومشتقاته.
لا شك أن للتطورات الإيجابية في المنطقة ( صمود شعب سوري وثورة شعب مصر…) دور في هذه التغييرات. لقد حفزت همت جماهير شعبنا من ناحية وأرعب النهضة وربيباتها… و دفعت بمراكز النفوذ الامبريالية لضغط عليها(انظر مقال مراسلة نيويرك تايمز بتاريخ 26/01/2014) حتى لا تخسر كل شيء.
لذا يحق لنا أن نحتفل بانتصارنا ولا نبخس مجهودتنا…
وهذا لا يعني أننا لم نرتكب أخطاء أو أنه لا توجد نقائص لا تزال تحد من فاعلية أعمالنا على عديد المستويات ولكن الشيء الأكيد أن النهضة فشلت وهزمت…