تعرف العاملات بمصنع “Belles dames”، المنتصب بمدينة سيدي بوعلي من ولاية سوسة والمتخصّص في خياطة أزياء العمل، أوضاعا مزرية خاصة في ظلّ احتداد الأزمة مع فيروس كورونا، وذلك بسبب عدم حصولهنّ على أجورهنّ منذ شهر فيفري المنصرم، حسب قولهم.
ولدى اتّصالهنّ بـ “صوت الشّعب”، وهنّ حوالي 15 عاملة يقمن منذ أشهر بتوفير ملابس مغازات كارفور بكلّ من قابس وسوسة وتونس، عرضت العاملات أوضاعهنّ في هذه المؤسّسة، وهو وضع اجتماعي قاسي، يشتغلن تحت تهديد ووعيد “العرف”، وحيث لا يتعدّى أجرهنّ الشهري في أحسن الحالات الـ 400 دينار ولا يتمتّعن بالضمان الاجتماعي، يجدن أنفسهنّ غير قادرات على توفير المستلزمات الدّنيا لأبنائهم، وهم يستغن من أجل إيجاد المساعدة للحصول على حقوقهن خاصة وأن السلط المحلية لم تحرّك ساكنا بخصوص هذا الإشكال.
وأضافت بعضهنّ لـ “صوت الشعب” أنّ المماطلة والتسويف هي السلوك المتّبع من قبل صاحبة هذا المصنع عند الإجابة على أسئلة العاملات بخصوص مصيرهن وتاريخ الحصول على الأجور. والأكثر من ذلك أنّه يقوم بتهديدهنّ بذلك بعدم الخلاص نهائيا إذا ما فكّرت إحداهن في تقديم شكوى للسلط المعنية.
وفي ظلّ صمت السّلط المحلية وحتّى الجهويّة، نظرا لنفوذ بعض أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب المؤسسات التشغيليّة، وأمام ضعف المنظومة الحمائيّة والتشريعيّة للعمّال، والتي تتفاقم أكثر في ظلّ الأزمات، يبدو انّ أوضاع العاملات بالمصنع المذكور لا يختلف كثيرا عن عديد المصانع والشركات حيث تزداد سطوة مالكيها وعربدتهم كلّما ازداد انحياز الحكومة والسّلطة لهم، على حساب الشغيلة والكادحين. وفي ظلّ هكذا ظروف، يظلّ خيار مواجهة هذه الطّغمة هو السبيل الأنجع لافتكاك الحقوق.
أسامة ساسي