عمار عمروسية
كشفت جائحة “كورونا” على نطاق واسع الكثير من المغالطات والأراجيف التي رافقت إرساء واستمرار نظام العولمة الرأسمالية في طورها الامبريالي.
فمجتمعات الرفاه والبحبوحة الاستهلاكية وما صاحبها من مزاعم القدرات التي لاحدود لها في السّيطرة على الطبيعة وتطويعها في أدق تفاصيلها لخدمة البشرية، كلّ تلك المزاعم وغيرها سقطت أمام أثقال”فيروس” وحيد.
فالكورونا فقط وجّهت ضربة موجعة، بشرية واقتصادية واجتماعية لمجمل اقتصاديات العالم بما فيها البلدان الأكثر تصنيعا وتطوّرا. وأدخلت العالم على جميع الصّعد إلى منطقة زوابع تحوّلات شاملة يختلط فيها الاقتصادي بالاجتماعي وبطبيعة الحال السياسي.
والأخطر أنّ ذاك الفيروس “الصّغير” غير المرئي بالعين المجردة أنهك الجميع بما فيها أعتى الدول العظمى.
فالقوّة الجبّارة هو “الفيروس” وليس الدّول الدائمة العضوية في مجلس الأمن!!!! وهو، أي “الفيروس” اللّغز المحيّر لأكبر المختبرات العلميّة والطبيّة، رغم هذه الاشهر من ظهوره عصيّ عن الإلمام بجميع أخطاره.
فالعولمة الرأسمالية أخلت المكان إلى بؤس وعذابات يكتوي بنارهما الأغلبية الساحقة من البشرية وبالأخصّ بلدان القلب النّابض لهذه العولمة.
وبالتّوازي مع هذا الافتضاح أعاد فيروس “كرورونا” إلى الواجهة مشروعية تساؤلات كبرى حول طبيعة هذه العولمة المتوحشة وما يرافقها من تخريب ممنهج للطبيعة وعن خور أولويات البحث العلمي الموّجه لأسلحة الدمار والقتل.
والحقيقة أنّ زهو العولمة وكبريائها قد أصيبا تحت هذه الجائحة وأعاد بقوّة مسألة مشروعية استمراية عولمة التّوحش، بما يفتح على آفاق جديدة أمام عمال العالم وشعوبه للنّضال ضدّ العولمة الرأسمالية.