صوت الشعب صوت الحقيقة
رضا حمزة
صدر حكم بالسّجن النّافذ لمدّة عام في حقّ أربعة شبّان من عمادة “قرعة ساسي” من معتمدية قربة ولاية نابل وهم: إلياس كشو (عامل يومي)، علي بن عبد الحميد الصغير (حلاق)، محمد بن محمد بوذريوة (عامل)، محمد بن ساسي شوباني (عامل بمقهى)، وذلك على خلفيّة احتجاجهم على ما شاب عملية توزيع المساعدات الاجتماعيّة من تجاوزات ارتبطت بالانتماء العائلي والحزبي على حساب الوضعية الاجتماعية.
تعود أطوار الحركة الاحتجاجيّة عندما أقْدم هؤلاء الشّبان وتحت وطأة الإحساس بالقهر والمَهانة ببناء جدارٍ لغلق مكتب العمدة الذي تحوّل إلى بابٍ للظّلم بدل الإنصاف. لقد اختاروا طريقة احتجاج تلت احتجاجات سابقة لم تؤتِ أكلها، صيحة فزع واحتجاج نتيجة الإحساس بالضّيم ونتيجة معاناتهم اليومية التي تضاعفت في هذه الظروف الصعبة وأمام التدخل المهين والغير العادل لبقية مستويات السلطة.
وعوضا عن البحث عن الخلفية الحقيقية والسّبب الفعلي الذي جعل هؤلاء الشّباب للقيام بهذا الفعل، جنحت السلطة كالعادة إلى القمعِ والمحاكمات دفاعا عن “هيبةّ وهميّة” لم تبقَ موجودة إلاّ في أذهان أعوان السلطة وأتباعها. ألم يكن من الأجدى والأنصف تفهّم الأسباب التي جعلت هؤلاء الشباب يقومون بهذا “النّوع الغير مسبوق من الاحتجاج” والبحث فيها؟ أليس الأصل هو تتبّع من تسبّب في تفقير هؤلاء وإهانتهم وإذلالهم؟
إنّ هذا التّعاطي الزّجري مع الأوضاع الاجتماعية الصّعبة لن يحلّ مشاكل الحكومة ومسؤولي السلط، جهويا ومحلّيا، بل لن يزيد إلا صبّ الزيت على النّار لا غير. وقد تحوّل المواطن المهمّش والمفقّر من مُطالبٍ بحقّه في حياة كريمة في حدّها الأدنى إلى متّهم ومُدانٍ ثم إلى جاني نتيجة الدّور الذي تقوم به السلطة المحلية، التي لا تقوم بتوفير متطلّبات الحياة الدّنيا بل عادت إلى دور كتم الأنفاس والوشاية.
