عمار عمروسية
انفردت حكومة السيّد”الفخفاخ” عن كلّ سابقاتها بإحداث وزارة للمشاريع الكبرى تمّ منحها مثلما هو معروف إلى السيّدة “لبنى الجريبي” النائبة السابقة عن حزب “التّكتل” (حزب الفخفاخ) بالمجلس الوطني التأسيسي.
فإحداث مثل هذه الوزارة يعطي الانطباع بعزم الحكومة المرور إلى الاشتغال على الملفات الأساسية المرتبطة بالبناء الاقتصادي بالبلاد بما يضمن القطع مع المعالجات الظرفية لمشكلات التّنمية المتعثرة.
فأطراف الحكم وخصوصا السيّد”الفخفاخ” بذل مجهودات اتصّالية مكثّفة لتعزيز ذاك الانطباع والتّسويق له لطمس أثقال المحاصصة الحزبيّة والتّرضيات الشخصيُّة وحتّى العائلية… في الهيكلة والتّعيينات الحاصلة التي انتهت في نهاية المطاف إلى استنساخ رديء للقديم.
فوزارة المشاريع الكبرى بعيدا عن “بروباغدا” الدّعاية في نظرنا نموذجية لتأكيد ما ذهبنا إليه سابقا حتّى دون الخوض لا في كفاءة المعيّنة ولا في علاقاتها السيّاسيّة القديمة والجديدة.
فالحديث عن مشاريع كبرى من شروطه الأوليّة وجود آليات التّمويل المتوفر أو المرتقب الذي يبدو منعدما أو بالأصحّ هزيلا.
فالجميع يعرف الضائقة المالية الخطيرة للدّولة التّي تفاقمت بفعل تداعيات جائحة “كورونا”.
وبالعودة إلى الميزانية المصادق عليها لسنة 2020 وتحديدا إلى مبلغ 6 آلاف مليار دينار نعرف منذ البداية ألاعيب الحديث عن المشاريع الكبرى!!!!
وتزداد تلك القناعة صلابة عندما نعرف أنّ الحكومة منذ الأيّام الأولى لظهور الفيروس التّاجي ببلادنا سارعت إلى مدّ اليد اقتطاع نصف المبلغ (3 آلاف مليار) من المبلغ المرصود إلى ماسمي تطوير التّنمية!!!.
قد يتبادر إلى أذهان البعض أنّ السّوق الماليّة الأجنبيّة والدّيبلوماسيّة الاقتصاديّة الرّسميّة أوالشعبيّة كما يحلو للبعض التّستَّر وراءها من الممكن أن تشكلا روافدا لتعبئة الموارد الماليّة.
والحقيقة أنّ هذا الطّريق حتّى دون النّظر إلى مخاطره على السيادة الوطنية لم يعد سهلا وسالكا بفعل الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بالعالم أجمع.
فوزير المشاريع الكبرى ببلادنا تكليف بلا مهمْات وتشغيل دون شغل. ولم يبق أمام صاحبة الحقيبة الخاوية سوى مهمّات الظلّ التي نجهلها والدّخول في حلبة الاستثمار السياسيوي في ملف كورونا.
فالسيّدة “الجريبى” قفزت مثل وجوه كثيرة في هذا الأتون وخطفت الأضواء من الجميع في النّدوة الصحفيّة الأخيرة المتعلّقة بالحجر الصحي الموجّه.
دخلت على خطّ ذاك الملّف دون أدنى توضيح للرأي العامّ عن أسباب ذاك الانخراط وعن مآل مهمتها الأصليّة ولسان حالها يكاد يقول “مشروعي الكبير هو أضواء الإعلام والجائحة”!!!