عمار عمروسية
مازال الشعب اليمني الشقيق غارقا في جحيم ويلات الحرب الإجراميّة البشعة لدول التّحالف بقيادة نظام آل سعود العميل والفساد.
فآلة العدوان الهمجية ضمن ماسمّي “عاصفة الحزم” لم تهدأ ولم تعرف التّوقف لا عن تدمير البنى التّحتيّة دون تمييز ولا عن حصد الأرواح البشريّة.
فهذا العدوان البشع يطوي عامه السّادس غير مكترث لا بفظاعة المأساة الإنسانيّة الكبيرة التّي أضحى عليها حال اليمنيين واليمنيات بمختلف أعمارهم ومواقعهم الاجتماعيّة ولا بالفظاعات المخزية لجرائم قتل الأبرياء المدنيين العزّل.
فعاصفة الحزم عمّمت القتل والدّمار الممنهج بما أعاد الدّولة إلى الوراء مئات السّنين وفق شهادة أغلب العارفين بالشأن اليمني.
فكلّ المساعي الأمميّة لوقف العدوان وجميع دعوات الهدنة انتهت إلى طريق مسدود.
فجبهات القتال حتّى أيّامنا هذه مشتعلة ولم تُخمد حرائقها مخاطر جائحة كورونا ولا حلول شهر التّسامح “رمضان”!!!
أفظع من ذلك فالأخبار الواردة من هناك تؤكد دخول العدوان طورا جديدا أشدّ قسوة وخطورة.
فقوي التّحالف الهمجي انفرط عقد شراكتها وأضحت مصالحها متنافرة ومتناقضة.
فالقوّتان الأساسيتان للغزو ميدانيّا (السّعودية والإمارات) دخلتا في طور كسر العظام بالواسطة من أجل تأمين مغانم حرب الـ6 سنوات المكلفة مادّيا خاصّة.
فالشعب اليمني المنهك بالجوع (أكثر من 16 مليون) وتفشي الأمراض والأوبئة (كوليرا، تيفوييد.) يدفع ثمن الاندفاعة المتّهورة لسياسات الجشع اللّصوصيّ للـ”محّدين”.
فالطَّور الجديد من حيث تكلفته أشدّ خطورة وثقلا على الشعب اليمني لأنّه يطال الوحدة الترابية للبلد.
فاشتعال الحرب فضاؤها الجغرافيّ المناطق الجنوبيّة وأهدافها التّقسيم إلى شطرين في أنتظار الأوقات المناسبة لكسر شوكة “أنصار اللّه” وغزو “صنعاء” الباسلة.
فدولة الإمارات وحاكمها “محمد بن نهيان” بالاعتماد على المجلس الأعلى الانتقالي أحكمت السيطرة على العاصمة عدن “وأعلنت الحكم الذّاتي في جلّ محافظات الجنوب بما يسمح لها التّحكم في السّواحل اليمنية وإدارة الموانئ البحرية في بحر العرب ومضيق “باب المندب” الاستراتجي الذي يؤمّن 12٪ من شحنات التّجارة العالميّة و4٪ من تدّفق النّفط للأسواق الدّولية.
في الجانب المقابل يندفع “محمد بن سلمان” بالارتكاز على مزاعم الشرعية الكاذبة لحكومة “هادي” لتأمين إحكام سيطرته المهزوزة على محافظات الجنوب وخصوصا الحدودية منها والمعروفة بثرواتها الطبيعيّة الهائلة في بلد تعصف به مثلما أسلف أسوأ الجماعات.
فالبلد في ظلّ حسابات “المحمدين” وخلافاتهما التكتيكي في هذه الحرب القذرة ليس فقط إلى العودة إلى التّقسيم القديم (شمال وجنوب) وإنّما يفتحان الباب واسعا أمام مخاطر تشضّي أوسع ليس مستبعدا ان يكون ثلاثيا: شمال تحت أنصار اللّه وآخر عاصمته عدن تحت المجلس الانتقالي وثالث مركزه “زنجبار”تحت نفوذ صنيعة السعودية “مرتزقة هادي”.