منذر خلفاوي
رغم انتشار وباء الكورونا وعدم رفع الحجر الصحي الشامل في عديد بقاع من العالم فإنّ موجة جديدة من الاحتجاجات بدأت تجتاح بعض البلدان لإعادة الربط مع احتجاجات ما قبل انتشار الجائحة، وهو دليل على أنّ أوضاع الجماهير المنتفضة لا يمكن أن تنتظر أكثر.
ففي هونغ كونغ نزل الشباب يوم 10 ماي إلى الشوارع واحتلوا فضاءات تجارية متحدّين قوات القمع التي استعملت القنابل المسيلة للدموع والهراوات. ورغم إيقاف عديد المتظاهرين فإنّ الحراك متواصل من أجل المطالب القديمة ذاتها من توفير الحريات وإطلاق سراح المعتقلين حتى المطالبة باستقلال الإقليم عن الصين.
العراق لم يتراجع فيه الحراك الشعبي المنادي بحكومة مستقلة غير حزبية وضد الطائفية ورفضا للحكومة المشكّلة حديثا. وقد نزل المتظاهرون إلى الشوارع متحدّين السلطة والكورونا في نفس الوقت، إصرارا منهم على عدم التنازل أو نسيان التضحيات التي قدّموها من شهداء ومعتقلين. وقد أجبرت الحكومة الجديدة على إطلاق سراح المعتقلين في محاولة للالتفاف على مطالب الحركة الرافضة للمحاصصة والمصرّة على رفض التواجد الأجنبي على أراضي العراق.
أمّا في لبنان فلم ينقطع تقريبا الحراك رغم منع الجولان والحجر الصحي نتيجة التدهور العميق للأوضاع المعيشيّة والتضخم المالي غير المسبوق والذي يعتبره المحتجّون جحيما نتيجة الفساد المستشري من رموز النظام الذي يحاول تجاوز أزمته بحكومة ما يسمّى الكفاءات التي سارعت بطلب المساعدة والتدخّل من صندوق النقد الدولي والتفاوض لحلّ الأزمة الكارثية.
هذه عيّنات من التحركات التي تشهدها عدّة دول وعدّة مدن، والأكيد أنها ستكون أشمل وأعمق نظرا وأنّ أوضاع الشعوب الاقتصادية والاجتماعية المزرية أصلا زادتها أزمة الكورونا حدّة.
ونحن من جهتنا، علينا أن نستعدّ لاحتضان ما يعتمل في أحشاء شعبنا من نقمة ورفضا للعصابة الحاكمة التي تحضّر لفرض إجراءات لا شعبيّة ولا وطنية في قادم الأيام تطبيقا لتوصيات أسيادها.