ينفّذ عمّال شركة قارتاكس المختصّة في صناعة الملابس الموجّهة للتّصدير بفوشانة إضرابا عن العمل يومي الأربعاء والخميس 13 و14 ماي الجاري.
وكان الاتّحاد الجهوي للشّغل ببن عروس قد أصدر برقيّة إضرابٍ بتاريخ 28 مارس 2020 بعد أن استنفذ عمّال الشركة ونقابتهم كلّ أشكال التفاوض في لقاءات عديدة جمعتهم سواء بالمركزية النقابية أو بوالي الجهة.
ولكن تمّ تأجيل الإضراب بسبب الوضع الصحّي الذي تمرّ به البلاد والتخوّفات من إمكانية انتشار العدوى في صفوف العمّال، خاصة وأنه يشغّل قرابة 1100 عاملة وعامل، وكذلك لترك الفرصة أمام المستثمِرَيْن الأجنبيَّيْن (هولندي وألماني) المالكَيْن للشركة المذكورة حتى يستجيبا لمطالب العمّال ويتراجعا عن طرد 56 منهم بتاريخ بداية فيفري، وهم أساسا نقابة الشركة وحزامها وبعض ممّن أطّروا التحركات المطلبيّة سابقا.
وللعلم، فإنّ المستثمريْن لم يحترما الإجراءات والتوصيات التي أعلنتها الحكومة سابقا بضرورة اتّخاذ كلّ أشكال التوقّي من الوباء وبأن تغلق المؤسسات التشغيليّة أبوابها حتّى إشعار آخر، ولكنّ إدارة هذه المؤسّسة اتّصلوا بالعمّال وهدّدوهم بضرورة العودة إلى مواقع عملهم وإلاّ سيتمّ الاستغناء عنهم نهائيّا. وقد باشر العمّال (في البداية بضع العشرات، ثمّ في حدود 800 عامل حاليّا باعتبار أن أكثر من 200 عامل تعذّر عليهم الالتحاق) العمل، وهم بصدد توفير الكمامات المعدّة للتصدير في اتّجاه ألمانيا، وهذا رغم كون تصريحات حكومية سابقة أعلنت وأكّدت أنّ كل الإمكانيّات الإنتاجيّة ستُخصّص للسّوق الداخلية…
ويأمل عمّال شركة قارتاكس أن تستجيب إدارة المعمل، بعد أن تغيّبت أمس عن جلسة ثلاثيّة بينهم ونقابة المعمل وتفقّدية الشغل المركزية، إلى مطالبهم المضمّنة في بيانات ولوائح عديدة وخاضوا من أجلها عديد التحرّكات النضاليّة. وقد يلتجئ العمّال إلى حركة تصعيديّة في قادم الأيّام خاصّة وأنّ أوضاعهم الاجتماعيّة أكثر سوء من قبل بسبب الجائحة الوبائيّة وبسبب التلكّؤ في خلاص مستحقّاتهم المتخلّدة بالذمّة.
صوت الشعب